استراتيجيــات المقابلــة فــي العمـليــــة الارشاديـة

المؤلفون

  • د. حنان الطاهر البغلوش قسم التربية وعلم النفس – كلية الآداب-جامعة طرابلس

الكلمات المفتاحية:

العملية الارشادية، المقابلة الارشادية

الملخص

تتعامل العملية الارشادية مع الأفراد الأسوياء ممن يعانون مشكلات واضطرابات غير مرضية في حياتهم اليومية ويصفها "جورارد" بأنها لا ترتبط بالمشكلات العميقة للأفراد بل تتعامل مشكلات سوء التوافق التي قد يعانيها الفرد عند ممارسته لأدواره المختلفة(عبد الستار، عسكر،2008،109)  وتعتبر المقابلة الارشادية هي قلب الارشاد النفسي والركيزة الأولى التي تقوم عليها العلاقة الارشادية المتضمنة طرفين هما المرشد النفسي والمفحوص أو العميل هي تشبه الاستبانة المفتوحة والشفوية ويقوم بها شخص متمرس ، وتتيح المقابلة الارشادية الفرصة للمرشد النفسي التعرف على طبيعة المشكلة التي يعاني منها المسترشد ومعرفة خصائصه وسماته النفسية وبعض المعلومات التي يستفيد منها المرشد خلال العملية الارشادية تمهيدا لوضع خطة وارشادية علاجية مناسبة تساعد المسترشد على حل المشكلة ، وتعتبر المقابلة الارشادية حساسة وهامة لكل من المرشد والمسترشد وهذا ما جعلها مختلفة عن غيرها من المقابلات (عمر:1987:34)  وتؤيد الباحثة هذا الرأي وتعتبر المقابلة الارشادية اتصال نفسي بين طرفين هما المرشد والمسترشد وهو الحد الأدنى لحاجات المرشد والمسترشد الذي يكون قد وصل في ظل ما يعانيه من أزمات متراكمة إلى الحد الأدنى من القلق وعدم التوافق والاتساق بين صورته عن ذاته وسلوكه فيزداد قلقه وهذا ما يزيد من احتمالية نجاح المرشد في مهمته مع المسترشد، فعندما يصل الفرد إلى حالة من الضيق تندفع خلالها رغبته في إحداث تغيير في نفسه بمساعدة المرشد النفسي الذي يقوم بدوره في غرس الأمل في المسترشد عبر المقابلات المتتالية التي ستجرى خلال العلاقة الارشادية مما يشعره بإمكانية الاستفادة من المقابلة مع المرشد مهما كان نوعها أو حجمها فيتشجع على المساهمة في وضع الخطط المستقبلية لحل المشكلة ومواجهة الأزمة التي يعانيها لتنامي شعوره بمسئوليته نحوها ونحو نفسه ودوره الفعال في الامتثال للشفاء باكتشاف نقاط القوة والصلابة من داخل المسترشد والاستدلال بها للوصول لأعلى درجات الصحة النفسية والتكيف والتوافق النفسي الذي بدأت على مقدمة قائمة الاضطرابات والمشكلات التي يعانيها الفرد وهي تشكل سلسلة من الازمات التي يمر بها الفرد في مجتمعاتنا المعاصرة مما يعوقه عن الانجاز والتقدم في حياته العلمية والعملية (هويدي:1993:14) ، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة هذه الدراسة في إلقاء بعض الضوء على الدور الفعال للمرشد النفسي أثناء مقابلاته الارشادية في تنمية مهارة المسترشد في اطلاق العنان لطاقاته الايجابية الفعالة لمواجهة المشكلات والصعوبات التي يواجهها الفرد في مختلف مجالات حياته آخذا بيده حتى يضعه على أول طريق التوازن والتكيف ، وقد أوضحت الباحثة في هذه الدراسة الكيفية التي توظف بها المقابلة التشخيصية والعلاجية في هذا المجال

منشور

2024-08-29
#