تقدير كمية انبعاث الغازات الدفيئة (الميثان والنيتروجين) من الحيوانات المجترة وأحادية المعدة تحت الظروف المناخية في ليبيا

محتوى المقالة الرئيسي

أحمد المجدوب القماطي

الملخص

لأهمية دور الغازات الدفيئة (Greenhouse gases, GHG’s) في ازدياد الاحتباس الحراري  على المستوى المحلي والعالمي أجريت هذه الدراسة لتقدير ومعرفة كمية الغازات الدفيئة (الميثان والنيتروجين) المنبعثة من حيوانات المزرعة في ليبيا. قدرت كمية الغازات المنبعثة من الحيوانات المجترة (ضأن، ماعز، أبقار وإبل) وحيوانات أحادية المعدة(خيول، حمير وبغال) باستخدام معادلات رياضية وفق قواعد إرشادية (نمط Tier 1) صادرة عن هيئة غير حكومية مهتمة بتغير المناخ (IPCC 2006) التابعة للأمم المتحدة كدليل لجميع الدول الموقعة على اتفاقية المناخ لتقييم كمية الانبعاثات من الحيوانات بشكل دوري ومستمر . يعتمد النمط Tier1 في تقدير كمية الانبعاث من الغازات أساسا على عدد الحيوانات  الموجودة في الدولة. في هذه الدراسة عن دولة ليبيا تم استخدام الإحصائية  الخاصة بالمجترات من العام 2010 الى 2019 (الجزيري، 2022)، بينما أعداد الخيول والحمير والبغال من العام 2015 إلى 2019من التقرير الصادرعن لجنة الموارد الوراثية الحيوانية في ليبيا (2020). ولقد تم استقراء خارجي(Extrapoilation) لتقدير كمية الانبعاث المتوقعة خلال العام 2030 و 2050 بناء على معدلات النمو السنوية حسب كل حيوان. خلصت تقديرات هذه الدراسة إلى أن إجمالي كمية انبعاث الغازين من جميع الحيوانات كان حوالي 3981 جيجا جرام (ك ا2 مكافئ) في العام 2019 ويتوقع أن يرتفع إلى 4424 و5665 مع نهاية العام 2030 و2050 على التوالي. يلاحظ أن كمية النيتروجين المنبعثة من الروث تتجاوز قليلا كمية الميثان المنبعثة من التخمر الداخلي والروث خلال كل السنوات ولا تتعدي 53%. كمية انبعاث الميثان كانت أعلى في الضأن من الماعز والأبقار بينما انبعاث النيتروجين كان أعلى في الأبقار من الحيوانات الأخرى. مساهمة حيوانات أحادية المعدة ضئيلة لا تتعدى 2 % من مجموع الغازات المنبعثة. تزداد كمية الانبعاث بازدياد عدد الحيوانات، وبزيادة الوزن  (الحيوانات الكبيرة > الحيوانات الصغيرة). في المقابل عند حساب كمية الانبعاث على حسب وحدة الوزن (كجم من الميثان/كجم من الوزن) فكانت كمية الانبعاث من الحيوانات الصغيرة أكبر من الحيوانات الكبيرة (الأغنام> الخيول والحمير> الأبقار> الإبل). هناك تباين في نتائج العديد من الدراسات  التي أجريت في الدول النامية بسب الاختلاف في أعداد الحيوانات، عوامل الانبعاث المستخدمة، وعوامل جهد  التدفئة (Gas warming potential ,GWP) المستخدمة في تحويل الميثان والنيتروجين إلى مكافئ ثاني أكسيد الكربون، إدارة تجميع وتخزين وتوزيع الروث، نوعية التربية (مقفلة أو مرعى) وغيرها. العديد من الدراسات التي أجريت في الدول النامية تطالب وتقترح  ضرورة وضع أسس جديدة تتمشى مع ظروفها المناخية لأن الكثير من البيانات المبينة في القواعد الإرشادية (IPCC 2006) تحتاج إلى التحديث بما يتماشى وظروف كل دولة وكل أقليم. بالرغم من ذلك فإن النتائج المتحصل عليها من اتباع نمط Tier1 تحت ظروف الدول النامية أكدت كل الدراسات بأنها مقبولة ويمكن اعتبارها مؤشرا إيجابيا يستفيد منه متخذو القرار والهيئات المهتمة بالتغير المناخي في وضع استراتجيات وسياسات تمكن على المستوى المحلي والإقليمي والدولي تقليل مستوى الانبعاثات من المصادر الحيوانية.وبالتالي تزداد المساهمة في تخفيض مستوى الاحتباس الحراري وتهيئة الظروف المناخية الملائمة لحيوانات المزرعة لزيادة إنتاجها من البروتين الحيواني سعيا لتغطية العجز في الأمن الغذائي.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
القماطي أ. ا. . (2024). تقدير كمية انبعاث الغازات الدفيئة (الميثان والنيتروجين) من الحيوانات المجترة وأحادية المعدة تحت الظروف المناخية في ليبيا. المجلة الليبية للعلوم الزراعية, 29(2), 32–46. استرجع في من http://uot.edu.ly/journals/index.php/ljagric/article/view/1412
القسم
Articles
السيرة الشخصية للمؤلف

أحمد المجدوب القماطي

قسم الإنتاج الحيواني، كلية الزراعة ، جامعة طرابلس/ليبيا