وسائل الإعلام الإلكتروني ودورها في التربية الإعلامية لطلاب الجامعات (دراسة ميدانية على جامعة بنغازي)
الملخص
الملخص :
يهدف البحث إلى فهم اعتماد طلاب الجامعات الليبية على وسائل الإعلام الإلكتروني وتأثيرها في تحسين قدرتهم النقدية والتحقق من صحة المعلومات. كما يسعى لاستكشاف وعي الطلاب بالموارد التعليمية المتاحة وكيفية استخدامها بفعالية، مع تقييم تأثير هذه الوسائل في تعزيز فهمهم للمفاهيم الأساسية في التربية الإعلامية. أيضا يسعى البحث إلى تحديد العقبات التي تعوق استخدام وسائل الإعلام الإلكتروني في هذا السياق. وقد توصل البحث إلى عدة نتائج من أهمها :
ـ أن غالبية المشاركين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عاما، مما يعكس تركيز الدراسة على هذه الفئة العمرية. وأظهرت النتائج أيضا أن الإناث يشكلن النسبة الأكبر من العينة، مما يدل على تفاعل أكبر من النساء مع وسائل الإعلام. أما بالنسبة للتخصصات الأكاديمية، كان تخصص الطب الأكثر تمثيلا (30.9%)، يليه تخصص الإعلام (17.8%)، مما يعكس تنوع خلفيات الطلاب.
يتضح من النتائج أن وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر الأكثر استخداما بين الطلاب، حيث أشار 53.4% إلى استخدامها بشكل منتظم، تليها منصة يوتيوب بنسبة 16.9%. في السياق نفسه، أظهرت البيانات أن 37.3% من المشاركين يقضون من ثلاث إلى أربع ساعات يوميا على وسائل الإعلام الإلكترونية، مع وجود نسبة ملحوظة (27.5%) تستخدمها بشكل مكثف.
عند تقييم تأثير وسائل الإعلام الإلكترونية، أظهر 72.5% من المشاركين اعتقادهم بأنها تعزز مهاراتهم الإعلامية، بينما اعتبر 92.4% أن هذه الوسائل تلعب دورا مهما في تلقي المعلومات الأكاديمية. ومع ذلك، تشير النتائج إلى حاجة ملحة للتدريب، حيث أفاد 28% فقط من الطلاب بأنهم تلقوا تدريبا كافيا، مما يبرز أهمية زيادة هذه البرامج. كما أبدى معظم الطلاب اهتماما بتعلم مواضيع تتعلق بتقييم المعلومات والتحقق من الأخبار.
على الرغم من الفوائد المحتملة، أظهر 43.6% من المشاركين أنهم لا يعتبرون المعلومات من وسائل الإعلام الإلكترونية أكثر موثوقية مقارنة بالمصادر التقليدية، مما يعكس وجود شكوك حول موثوقية هذه المعلومات. كما لم يظهر البحث ارتباط ذو دلالة إحصائية بين حجم التعرض لوسائل الإعلام الإلكترونية وبعض المتغيرات ذات الصلة، مما يشير إلى عدم وجود تأثير واضح في بعض الجوانب.
في الختام، تسلط النتائج الضوء على أهمية وسائل الإعلام الإلكترونية في تحسين التربية الإعلامية لدى الطلاب، بينما تشير أيضا إلى الحاجة لمزيد من التدريب والتوعية لتعزيز مهارات التحليل والتقييم.