المسائل الملقبة في علم الفرائض

تاريخ النشر

2017-1

نوع المقالة

عمل غير منشور

عنوان المقال

المؤلفـ(ون)

بشير الزروق مازن

ملخص

الحمد لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي أوتي جوامع الكلم، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيراً . أمّا بعد ، فإن علم الفرائض من أجلّ العلوم الشرعية وأشرفها ، وهو أَوَّلُ علم يُنزعُ مِن هذه الأمة لذا خصه النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالوصية فيما روي عنه من قوله لأَبَي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعِلْمِ وَهُوَ يُنْسَى وَهُوَ أَوَّلُ شَيْءٍ يُنْزَعُ مِنْ أُمَّتِي " ( ) . وعَن عبدِ اللَّه بنِ مَسْعود - رضي الله عنه - قَالَ: قَال لي رَسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: " تَعْلَمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ ، تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ فَإِنَّي امْرؤٌ مَقبُوضٌ ، وَالْعِلْمَ سَينُقبَضُ ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ حَتَّى يَخْتَلِفَ اِثْنَانِ فِي فَرِيضَةِ لاَ يَجِدَانِ أحَداً يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا " ( ) . لذلك حرصت على كتابة هذا البحث في علم الفرائض ، بعد أن استشرت أستاذي الشيخ سالم محمد طبطابه - جزاه الله أفضل الجزاء - ، وأخترت جمع المسائل التي اشتهرت بين أهل هذا العلم بألقاب مخصوصة ، مبيناً سبب تسميتها وأركانها وأراء العلماء فيها ، وقد ألحقت كل مسألة بالجداول المُعِينَة على حلّها ، وبالأبيات المناسبة لها من منظومة الرسائل المهذبة في المسائل الملقبة لابن الوَرْدِيّ ، ورتبت المسائل في البحث حسب ترتيب الحروف الأبجدية ، وجعلت عنوان البحث ( المسائل الملقبة في علم الفرائض ) . والمسائل ذوات الألقاب في سائر العلوم كثيرة، وهي في علم الفقه أكثر من غيره من العلوم ، والمسائل موضوع البحث في علم الفرائض خاصة ، وقد جمعت أكثر من ثلاثين مسألة ، اخترتُ منها عشرون مسألة ، بعد ان استبعدت المسائل التي تمّ دراستها على يدِ الشيخ سالم – بارك الله فيه – ومنها : العمريتان (الغراوان) ،المشتركة ، الأكدرية ، مختصرة زيد ، عشرية زيد ، عشرينية زيد ، تسعينية زيد ، المالكية ، شبه المالكية . والألقـاب جمع لقب وهو ما يطلق على الإنسان وغيره على سبيل المدح أو الذم لعلة فيه تناسب اللقب ، وهو ضربان: ضرب على سبيل التعظيم والتشريف كألقاب السلاطين، وضرب على سبيل التحقير والنبز وإياه قصد بقوله : ﴿ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ ﴾ [الحجرات : 11] ( ) . والمراد بالملقبات المسمّيات بأسماء مخصوصة ، وإن لم تُشعر بمدح أو ذمّ ، كما سيعلم من ذكر أسمائها ، وإن كانت الملقبات في الأصل معناها المجعول لها ألقاب بحيث تشعر بالمدح أو بالذمّ ، وإنّما تُلقّب المسألة إذا اشتهرت وخالفت القياس ، أو سُئل فيها شخصٌ فأخطأ فيها أو أصاب ونحو ذلك ( ) . وترجع أسباب التلقيب إلى : 1. أن تلقب نسبة لمن سأل عنها . 2. أن تلقب المسألة لحدوث خلاف بين الصحابة أو الفقهاء فتشتهر بتسمية من أجل ذلك . 3. أن تلقب نسبة للورثة الذين تضمهم المسألة . 4. أن تلقب نسبة لمن أفتى فيها فأصاب أو أخطأ . 5. أن تلقب لكونها خرجت عن القواعد المطردة، أو المذاهب المشهورة . 6. أن تلقب تمييزاً لها عن غيرها من المسائل . *********