وسـائل التّـواصـل الاجتـمـاعـي وصنـاعـة الـرّأي العـام الإلـكتـروني
الكلمات المفتاحية:
التّـواصـل الاجتـمـاعـي، صنـاعـة الـرّأيالملخص
متعدّدة هي تلك المصطلحات الدّالة على الوضع الرّاهن الّذي نعيشه اليوم، فمصطلحات مثل: " ثورة المعلومات"، و " انفجار المعلومات"، مرورًا بـ " الفجوة الرّقميّة"، ثمّ " عصر المعلومات" فـ " مجتمع المعلومات" أو " المجتمع الرّقمي"، جميعها تستخدم بشكل تبادلي للتّعبير عن الوضع الرّاهن، والّذي يمثّل دون جدل أهمّ ما يميز هذا العالم عن تلك العوالم الّتي سبقته، فهذه الثّورة الّتي حدثت في مجال الاتّصال والمعلومات والوسائط حتّى أصبح الكثير من المتخصّصين، يختزلون كلّ هذا التّقدّم الّذي أنجزه العالم المعاصر في تلك النّقلة النّوعية في تكنولوجيا الاتّصالات والمعلومات.
هذا ولم يشهد التّقدّم البشري قفزة علميّة تقنيّة، كالّتي شهدها في العقد الأخير من القرن المنصرم وبداية العقد الأوّل من القرن الحالي في مداها الواسع وانفتاحها الشّمولي على مختلف المدارك البشريّة، ولقد تسارعت خطوات الثّورة الرّقميّة حتّى عجز الكثيرون عن مواكبتها. لم يكن السّبب في التّطوّر التّقني السّريع فحسب؛ بل بتلك البرامج التّقنية الّتي قلبت النّظريّات والمفاهيم والمبادئ العلميّة رأسًا على عقب. فقد غمرت ما تعرف بتقنيّة (الإنترنت) المحيط العالمي بطوفانها المعلوماتي، وأصبحت في متناول القاصي والدّاني على حدٍّ سواء. وفي الّلحظة ذاتها تقريبًا لم يعد الفاصل الزّمني بين الإنسان في نقطة ما من العالم وبين إنسان آخر في أقصى نقطة تقابله من العالم يتجاوز ثواني. إنّ المسافات أصبحت تقاس بالزّمن ثواني معدودات. والتّقدّم المعلوماتي فرض على العالم واسطته المعرفيّة والأدواتيّة (معنى ودلالة وبنية) بشكل منقطع النّظير في مسار التّطوّر البشري برمّته، منذ أن ظهر هذا الكائن العاقل على وجه البسيطة وإلى يومنا هذا. وتجدر الإشارة إلى أنّ الثّورة الرّقميّة أحدثت انقلابًا هائلاً في علاقات الأفراد بالعالم، وفي مفاهيم المكان والزّمان، وباتت السّيطرة على المكان والزّمان أيسر من ذي قبل، مع النّجاح الكبير في اختصار المسافات والوقت، وتسريع وتائر الاتّصال والتّواصل، وإطلاق التّدفق الحرّ للمعلومات دون قيود، وربط النّاس بحوادث العالم ومتغيّراته الفوريّة. ولعلّ أبرز جوانب هذه الثّورة المعلوماتيّة هو الجانب الخاص بالتّطوّرات المدهشة في عالم الإنترنت، هذا العالم الّذي لم يعد يزداد سرعة وكفاءة فحسب؛ بل بات يزداد انتشارًا واستخدامًا أيضًا.