أبو تمام الطائي وإشكالات التلقّي، بيت جهمية الأوصاف نموذجا
DOI:
https://doi.org/10.56592/flj.v1i30.1445الكلمات المفتاحية:
أبوتمام، التلقي، التأويل، جهمية الأوصاف، الجهميةالملخص
تتناول هذه الدراسة إشكالات التلقي والتأويل التي أثارها بيت «"جهمية الأوصاف لأبي تمام، فقد تنازع النقاد القدماء والمحدثون في تلقي هذا البيت الشّعريّ وتأويله، ولذا فقد توقف عنده معظم من عني بدراسة شعر أبي تمام وشرح ديوانه؛ لأنه يمثل صورة من صورة الاستعارات البعيدة، التي لا تتسق مع الذائقة العربيّة، بوصفها خروجًا واضحًا على قوانينها، التي أقرها النقاد في إطار نظرية "عمود الشعر العربيّ". كشفت الدراسة عن المرجعية الفكرية التي تنتمي إليها هذه الصورة الشعرية، إذ يرتبط قوله في وصف الخمر "جهمية الأوصاف" بمذهب كلاميّ هو مذهب الجهمية أو المعطّلة، الذي كشف عن ثقافة أبي تمام، وقدرته على تطويع هذه الثقافة في تجربته الشعرية. توقفت الدراسة عند تلقي النقاد لهذا البيت –على وجه الخصوص-في فضاءات الحركة النقدية التي أقيمت حول شعر أبي تمام، إذ تناولت تلقيه عند طائفة كبيرة من النقاد من قبيل؛ الخطيب التبريزي، والمرزوقيّ، والآمدي، وابن المستوفي الإربلي، وأبي هلال العسكريّ، والمرصفيّ، وشوقي ضيف، وعبدالقادر الرباعي، وغيرهم من النقاد الذين تناولوا هذا البيت بالدراسة والتحليل. بيّنت الدراسة أن هذا البيت درس في ضوء عدد من الأفكار والتوجهات النقدية، فكان تارة أولى مثالًا للتوهم، وثانية للتجديد، وثالثة للاختلاف، ورابعة للغرابة، وخامسة انعكاسًا لصورة من صور عقد أبي تمام النّفسيّة، وكشفت هذه القراءات التي دارست هذا البيت عن توجهات أصحابها وموقفهم من شعر أبي تمام؛ لأنه مثل -في أتون الحركة النقدية المنعقدة حوله-صوتًا مختلفًا وتجربة فريدة في تاريخ الشعرية العربية.