مقالة بعنوان الموارد الوراثية للثروة الحيوانية في ليبيا

تعتبر الثروة الحيوانية من أهم مكونات الغذاء الذي تحتاجه المجتمعات الانسانية وهي ضرورية لتحقيق الأمن الغذائي في العالم بشكل عام وفي ليبيا بشكل خاص، ونلاحظ أن حيوانات المزرعة يحتفظ بها  في الغالب سكان الريف حيث يعتمدون عليها في إمدادهم بمنتجات متعددة خاصة في المناطق التي لا يوجد بها زراعة المحاصيل الزراعية، وبالتالي فإن الاحتفاظ بحيوانات المزرعة والتي من أهمها المجترات الصغيرة (الضان والماعز) يمثل الاختيار الهام المتاح للحياة. لقد أثيرت في السنوات الأخيرة العديد من المخاوف حول تدهور حالة الموارد الوراثية الحيوانية على مستوى العالم، حيث ذكرت تقارير منظمة الأغذية والزراعة (FAO) بوجود مخاوف من زيادة مستويات التعرض للمخاطر الوراثية وتآكل البناء الوراثي لبعض حيوانات المزرعة نتيجة حساسيتها لبعض الأمراض، كذلك قد يحدث فقدان أو انقراض لبعض السلالات الحيوانية نتيجة استبدالها بسلالات محسنة.وفي الحالة الليبية تجدر الاشارة إلى أن السلالات المحلية من الضأن والماعز والأبقار والابل أصبحت في خطر لعدد من الاسباب والتي من أهمها التربية الداخلية ومضارها الوراثية، وعمليات التهجين العشوائي بالسلالات المستوردة التي يقوم بها  بعض مربي الحيوانات بدون اتباع خطط التزاوج المنظم وفق الاسس العلمية. ولا يفوتنا أن نذكر التأثيرات البيئية وتغير المناخ وانتشار الأمراض التي أصبحت من العوامل المحددة للتوسع في إنتاج السلالات الأصيلة تحت نظام الانتاج في المراعي الطبيعية. وبناءاً على ما سبق ذكره فإننا نوجه الدعوة إلى المسؤولين والمختصين في قطاع الثروة الحيوانية إلى ضرورة العمل على الحفاظ على الموارد الوراثية الحيوانية والسلالات المحلية وإيجاد الخطط العلمية للمحافظة عليها، ومنع الخلط العشوائي بالسلالات المستوردة غير المحسنة وغير معتمدة من  المؤسسات العلمية  والبحثية المختصة

.أ.د. عبدالكريم أحتاش

أستاذ الوراثة وتربية الحيوان قسم الإنتاج الحيواني

التعليقات