ماذا تعرف عن محطات الأبحاث بكلية الزراعة؟

 تمثل محطات الأبحاث (المزرعة) أهم مرفق من مرافق الكلية. فمحطات الأبحاث بالنسبة لكلية الزراعة كالرئتين بالنسبة لجسم الإنسان، حيث لا يمكن لأي كلية زراعة في العالم أن تستمر بدونها. ولقد شهدت محطات الأبحاث بكلية الزراعة، جامعة طرابلس تخريج دفعات متتالية من المهندسين الزراعيين الذين قادوا مسيرة التجربة الزراعية في ليبيا، وأصبح الكثير منهم أساتذة متميزين يقودون المسيرة التعليمية، والبحثية في العديد من الجامعات والمؤسسات البحثية بالداخل والخارج، كما شهدت تنفيذ أغلب البحوث العلمية المتعلقة بمشاريع التخرج لطلاب الدراسات الجامعية، والعليا؛ إلى جانب عدد كبير من البحوث الممولة من قبل هيئة أبحاث العلوم الطبيعية والتكنولوجيا؛ إضاقة إلى إقامة الدورات التدريبية في مجال التقنيات الزراعية.

         مما سبق، تتضح الأهمية القصوى لمحطات الأبحاث بالنسبة لأي كلية زراعة محترمة في العالم. وعلى الرغم من ذلك فإن محطات الأبحاث بكلية الزراعة بجامعة طرابلس، والتي تعتبر الكلية الأم وبيت الخبرة في ليبيا، لم تسلم من أطماع الطامعين، حيث كانت هناك محاولة في الماضي لنقل الكلية إلى شرق البلاد، من أجل الاستحواذ - كما يبدو - على رقعة الأرض الخاصة بالمحطات، والتي تبلغ مساحتها قرابة 90 هكتاراً. ولقد استطاع طلاب الكلية حينذاك بالتعاون مع أعضاء هيئة التدريس والموظفين، التصدي لهذه الاطماع والإبقاء على الكلية ومحطات الأبحاث

تعمل في محطات الأبحاث كوادر وطنية تضم مهندسين زراعيين، وأطباء بياطرة، وفنيون يمتلكون خبرات متميزة في المجال الزراعي، ويعملون تحت اشراف أعضاء هيئة تدريس من كافة التخصصات. وتشتمل محطات الأبحاث على مبنى إداري، ومحطات الأبحاث التالية:

أولاً: محطات أبحاث الإنتاج النباتي:

         تضم محطات أبحاث الإنتاج النباتي، مزرعة مساحتها 75 هكتاراً، ومخصصة للأقسام العلمية التالية: التربة والمياه، البستنة، المحاصيل، وقاية النبات، الهندسة الزراعية، والمراعي والغابات. توجد بالمزرعة حقول للحمضيات المختلفة، ونباتات الزينة، وأشجار الظل، ومساحات شاسعة لمحاصيل الخضر، ومحاصيل الحقل، والأعلاف. إضافة إلى ذلك، تتوفر بالمحطات صوبات زجاجية، وصوبات خشبية، وأخرى بلاستيكية للتجارب الخاصة بزراعة الخضروات.

ثانياً: محطات أبحاث الإنتاج الحيواني:

         تضم محطات أبحاث الإنتاج الحيواني: محطة أبحاث الدواجن، والتي تقع على مساحة قدرها أربع (4) هكتارات، وتضم عنابر مجهزة لأغراض التربية، إلى جانب مذبح آلي، ومعمل تفريخ بيض؛ ومحطة أبحاث الأغنام والأبل، التي تقع على مساحة قدرها سبع (7) هكتارات؛ ومحطة أبحاث الأبقار، التي تقع على مساحة قدرها هكتاران (2)، ويتوفر بها صالة حلب ملحق بها محلب آلي، ومروضات داخلية للعجول الرضيعة، ومخزن للأعلاف المركزة، وأخر للأعلاف الخشنة، ومرافق صحية، ويحيط بالمحطة مروضات خارجية. ولقد أضيف إلى هذه المحطات، محطة أبحاث الزراعات المائية، والتي تضم أحواض مائية لزراعة الأسماك.

ثالثاً: المعمل الإرشادي:

         يمثل المعمل الإرشادي محطة الأبحاث الخاصة بقسم علوم وتقنية الأغذية، ويشترك معه قسم الاقتصاد المنزلي في استخدام بعض المرافق. ويشتمل المعمل على خطوط تصنيع تجريبية لإنتاج بعض الأغذية المعلبة ومنتجات الألبان.

رابعاً: مجمع الورش:

   يشتمل مجمع الورش على ورشة الآلات الزراعية، وورشة الري، وورشة اللحام، وورشة النجارة.

         على الرغم من ضعف الموارد المادية لتشغيل محطة الأبحاث، وتكرار التعديات على مرافقها من قبل بعض الأسر المتطفلة التي تحتل أجزاء منها، والعابثون الذين يرتادونها ويسرقون الأدوات والمواد منها، ويعبثون بتجارب الطلاب والباحثين، وإهدار جهدهم ومالهم وطموحهم، إلا أن محطات الأبحاث استمرت في أداء رسالتها التعليمية، والبحثية، والتثقيفية خدمة للمجتمع في مجال العلوم والتقنيات الزراعية والغذائية.

         لذلك، ومن أجل تطوير العملية التعليمية، والبحثية، والتدريبية بهذه المحطات، فلقد أعتمد مجلس كلية الزراعة في اجتماعه الـثاني عشر (12) لـسنـة 2020م الذي عقد بتاريخ: 26 ربيع الأول 1442هـ الموافق:11 نوفمبر 2020م، تصوراً تضمن الهيكلية الإدارية لمحطات الأبحاث، وتشكيل لجنة تسييرية، ولجان فنية وتحديد مهام كل منهما، إلى جانب تحديد مهام مدراء الوحدات البحثية، ومشرفي المحطات البحثية، ومنسق الشؤون الإدارية والفنية بالمحطات. وتضمن التصور كذلك، تكوين لجنة تسييرية لمحطات الأبحاث تتكون من: عميد الكلية رئيساً، وكيل الكلية (نائب الرئيس) ، وعضوية رؤساء الأقسام العلمية (مدراء الوحدات البحثية بالمحطات)، ومنسق الشؤون الإدارية والفنية بالمحطات، ومدير مكتب الشؤون الإدارية والمالية بالكلية، ورئيس قسم البحوث والاستشارات والتدريب بالكلية (عضواً ومقرراً)، وتم إحالة نسخة من هذا التصور إلى السيد/ أ. د. رئيس الجامعة للتفضل بالاطلاع والتوجيه. وبالفعل فلقد أعدت الأقسام العلمية برامجها الطموحة لتطوير العملية التعليمية، والبحثية، والتدريبية بالمحطات، وتم مناقشتها في اجتماع اللجنة التسييرية، وباشرت بعض الأقسام في تنفيذها على أرض الواقع.

         يحدونا الأمل في حماية و دعم إدارة الجامعة للنهوض بمستوى هذا المرفق الحيوي والمهم، خدمة للعملية البحثية، وطلاب الدراسات الجامعية والعليا.

 

أ. د. نوري الساحلي مادي

عميد الكلية ورئيس اللجنة التسييرية لمحطات الأبحاث

 

 

التعليقات