قسم التربية وعلم النفس... يقيم... عرساً إنسانياً

بسم الله الرحمن الرحيم

  لا أدري ماذا أسمي زيارة اساتذة وطلبة وضيوف قسم التربية وعلم النفس لدار الوفاء للمسنين يوم السبت 29-04-2023م: الزيارة التي نظمتها "حملة بصمة خير"،  لزيارة دار الوفاء للمسنين والعجزة، باشراف قسم التربية وعلم النفس ودعم إدارة الكلية، وقسم خدمة المجتمع والبيئة بالكلية.  

لا أدري ماذا أسمي هذه الفعالية: عرس إنساني، مهرجان إنساني، موكب إنساني، لمسات رحمة، موكب خير، ترابط إنساني، صلة وجدانية.الحقيقة لم أجد أي من الصفات التي ذكرتها تعطي زيارة اليوم حقها بصدق وعمق، ليس بسبب جدية والتزام الجميع بتنظيم وإعداد وتنفيذ فعاليات وأهداف ومرامي وغايات هذا النشاط، ولكن لمست من الجميع، وبدون استثناء، وخاصة طالبات القسم، حماس فوق الخيال لهذا النشاط، لقد أمتزجت مهارات الإعداد والتنظيم واللمسات الجمالية، بالعواطف والأحاسيس والمصداقية والمشاعر والوجدان، لقد عاش الجميع الحدث بعواطف حقيقية جياشة. ما يدل على الأصالة والتربية الجيدة والنفوس البريئة الطيبة، فدبت بذلك الروح في النشاط، وتحول من نشاط جامد روتيني من الأنشطة اللامنهجية، إلى مشهد إنساني حقيقي.

ما مرت به طالباتنا اليوم أفضل من ألف محاضرة ومحاضرة، أقول ذلك بدون تردد. فهذا المهرجان الإنساني سيغرس في النفوس (الطيبة أصلاً) قيماً لا أول لها ولا آخر، قيم التعاضد، والتعاطف، والتعاون، والعطاء، والعمل الجماعي، والتكاتف، والاهتمام، والاعتصام بحبل الله، وحب الخير، وجبر الخواطر، وفعل الخيرات.

لقد كان نبعاً تربوياً عملياً ملموساً واقعياً. ناهيك أن حدث اليوم يصب في قلب تخصص طالباتنا، فقد لمسن جانب مما ينتظرهن مستقبلاً من مهام إنسانية عظيمة. لقد تحول هذا النشاط اللامنهجي، إلى نشاط في عمق المنهج، إلى مشهد علمي إنساني تربوي، وفي ذلك قمة النجاح، نجاح للقسم والكلية بل ولجامعة طرابلس أيضاً.

وفي ذلك درس لنا أيضاً، أعضاء هيئة التدريس، فالتعامل مع الطالبات خارج نطاق المجال الأكاديمي الجاف، يوفر لعضو هيئة التدريس فرصة لرؤية ما تحمله الطالبات من نوايا حسنة ونفوس بريئة وقيم ومهارات، ما يرتفع بالعملية التعليمية إلى بعد إنساني اجتماعي يدعم الجوانب الأكاديمية، ويغير نظرة عضو هيئة التدريس تجاه الطالب، ويقرب الفجوة بين الأجيال، ويرتقي بالعلاقة بينهما إلى علاقة تنمية، وإعداد لقيادة المجتمع، وليس فقط توفير المعلومات الأكاديمية (بالرغم من الأهمية القصوى لهذا الجانب). وهذا ما رأيناه بقسم التربية وعلم النفس، وبكليتنا الرائدة، وهذا ما نود أن نراه بإذن الله في جامعتنا العريقة.     

أكرر عجزي عن وصف ما رأيت بدقة، أجيال جديدة من طالباتنا يلتفن حول سيدات مسنات لا تربطهن بهن صلة، يحادثنهن، يُدخلن شيء من السرور على قلوبهن، يجبرن بخاطرهن، يمازحهن، يرفعن من معنوياتهن، يضمدن معنوياً شيئاً من جراحهن، يغرسن فيهن الأمل، يطيبن خاطرهن، يزينن أكف وأصابع النزيلات بالحناء، يعدن الشاي على الطريقة الليبية الأصيلة ويقدمنه للنزلاء (سيدات ورجال)، والكل في غاية البهجة والسعادة والسرور (الطالبات والسيدات)، مشهد جميل جميل جميل.

رأيت مشاهد تساقطت فيها دموع السيدات المسنات ودموع طالباتنا أيضاً، تأثراً وتفاعلاً واستجابة طبيعية مع تلك الأجواء. يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم " أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن...". هذا الجيل من بناتنا هو جيل الأمل بإذن الله، الجيل الذي سينهض بمجتمعنا وببلادنا الى مصاف الدول المتقدمة بإذن الله. لقد غرس فينا جيل الأمل: الأمل.

وعودة إلى شيء من تفاصيل الزيارة الإنسانية، فقد أشترك الجميع وبدون استثناء في الاعداد لهذه الزيارة، أساتذة وطلبة وأولياء أمور، مادياً ومعنوياً. ويأتي على رأسهم فريق خدمة البيئة والمجتمع بالكلية: الأستاذة فاطمة الأشقر (منسقة خدمة البيئة والمجتمع بالقسم)، والأستاذة فرح فتحي أبو عرقوب (عضو الفريق ومنسقة الدراسة والامتحانات بالقسم)، والدكتور محمد الساحلي (عضو الفريق ورئيس قسم التربية العملية بالكلية).  والشكر والدعم موصول للاستاذة هدى الجحاوي (منسقة الجودة ) والاستاذة ودادالثابت ( منسقة النشاط بالقسم).

دعم هذا الفريق كوكبة من الطالبات وأعضاء هيئة التدريس وأولياء الأمور. وقد تلقى هذا الفريق الدعم الأكبر – بعد الله سبحانه وتعالى - من رئيسة القسم الدكتورة مسعودة الحسيني. فجزاهم الله كل خير وجعل ذلك في ميزان حسناتهم. 

أنطلقت بنا الحافلة بقيادة السيد الكريم جمال القاضي، والذي تميز معنا بروح اجتماعية متفهمة، وعند الوصول، تم الترحيب بنا ترحيباً حاراً من قبل دار الوفاء للمسنيين والعجزة، ظهر هذا الترحيب الحار في الحفاوة وحسن الاستقبال الذي زينته علامات السرور والكلمات الطيبة والابتسامات التي علت وجوه القائمين على الدار، مع وضوح الامتنان الصادق لطالباتنا والفريق المرافق لهن.

كان من ضمن المستقبلين السيدة زينب عبد القادر البوصيري (مديرة إدارة الخدمة الاجتماعية والنفسية بالدار)، والسيد رضا محمد بالخير (مساعد مدير الدار)، والسيد محمد اشتيوي قنان (رئيس مكتب التغذية)، والسيدة جازية عون الحداد (مسؤولة مكتب النشاط بالدار).

أستلم الأستاذ أسامة القديري إدارة البرنامج، والذي بدأ بكلمة القتها السيدة زينب البوصيري، حيث قدمت نبذة عن الدار وما تقدمها من خدمات لنزلائها. وكانت كلمة وافية مختصرة رحبت خلالها بطالباتنا وبالفريق المرافق لهن من أعضاء هيئة تدريس وضيوف.

تلى ذلك كلمة لرئيسة قسم التربية وعلم النفس السيدة د. مسعودة الحسيني، شكرت فيها القائمين على الدار على حسن استقبالهم لنا، كما عرجت على أهداف هذه الزيارة، ومن ذلك  مد جسور التواصل بين كلية التربية - طرابلس والمؤسسات الاجتماعية التي تقدم خدمات إنسانية لمجتمعنا. كما تقدمت بالشكر العميق لعميد كلية التربية - طرابلس، السيد الدكتور الكريم سامي خليفة حمدي، والسيدة الدكتورة نجاة أحمد القاضي، وكيلة الكلية للشؤون العلمية، لما قدماه من تسهيلات أسهمت في انجاح هذا الفاعلية. 

ثم توالت الكلمات من قبل طالباتنا اللائي تزاحمن بحماس لإلقاء كلمات الود والإمتنان كلمات عبرن خلالها عن شكرهن وسرورهن وامتنانهن بالتواجد في هذه البيئة الإنسانية وسط شريحة نعتبرها في بلادنا منبع الخير والسعادة والبركة.

وقد تحدث من طالباتنا الكريمات كل من: أية مصطفى الدرناوي، رتاج صلاح بديري، نسيم ناصر الشائبي، نور آغا، سلمى أنور أبوزعنين، لقد كانت كلمات عاطفية عفوية صدرت من نفوس شابة طيبة.

تلى ذلك كلمات من بعض نزلاء الدار من المسنيين من بينهم: السيدة فاطمة محمد الغويل، والسيدة نجاة محمد ديهوم، والسيدة نادية مسعود، والسيد محمد الطاهر الزيات.

قدمت بعد ذلك الدكتورة مسعودة الحسيني درع الوفاء، لإدارة دار الوفاء، في لمسة شكر وتقدير من قسم التربية وعلم النفس والكلية لجهود الدار والقائمين عليها، جهود تُذكر فتشكر باستحقاق. ثم قدم د. بشير القرقوطي شهادة تقدير من قسم التربية وعلم النفس لفريق خدمة المجتمع والبيئة بالقسم. تلى ذلك شهادة تقدير قدمتها د. ماجدة ابومنجل لطالبت القسم على جهودهن في دعم الحملة. وفي لمسة شكر وتقدير ووفاء – أيضاً - قدم قسم التربية وعلم النفس شهادة شكر وتقدير لطالباتنا الكريمات، على ما بذلنه من جهود وإبداع فاق الإبداع، في تنظيم وإعداد هذه المناسبة. وقد استلمت الطالبة بشرى خالد طرنيش شهادة التقدير بالنيابة عن كافة الطالبات.

تم بعد ذلك توزيع الهدايا على النزلاء. الهدايا التي وفرها أعضاء هيئة التدريس وطالبات القسم وأولياء أمور الطالبات وأسرهم. هدايا قيمة تعكس كرم وبيتية واهتمام الأسر الكريمة.

وضعت الهدايا في أكياس احتوى كل منها على تشكيلة جميلة قيمة تعكس كرم واهتمام وجدية المشاركين. أحتوى الكيس على  وشاح، وحذاء، ومواد تنظيف وغيرها من مواد وحاجيات ومستلزمات وأدوات. ناهيك عما قدمه القسم مما لذ وطاب من أطعمة وحلويات وعصائر ومشروبات، يخيل إليك أنها مائدة من السماء، توجت ببخور وحناء وسفرة ليبية، وكل ذلك لترطيب خاطر سيدات مسنات دار عليهن الزمن، فوجدن قلوب حنونة رحيمة تحنو عليهن وتنسيهن شيء من معاناتهن.  

واختتم البرنامج بجولة حول ممرات وغرف ومرافق المبنى، والذي لا أجد ما أقول فيه سوى أنه مبنى "عشر نجوم"، فأول ما يلفت النظر روعة البناء والتصميم، والنظافة والمعدات (المغسلة الحديثة المزودة بأرقى أدوات وأجهزة ومعدات الغسيل والتجفيف، والمطبخ النظيف اللامع والذي مزود هو الآخر بأرقى وأحدث المعدات والآلات والأدوات)، المبنى ومرافقه وصالاته وممراته في قمة النظافة واللمعان والترتيب، تبارك الرحمن، وتحية لمن كان وراء إقامة وتمويل ودعم هذا المبنى الجميل وهذه الدار، وأظنه التضامن.  

شارك قسم التربية وعلم النفس في هذه الزيارة، مجموعة مشكورة طيبة من الضيوف الكرام من داخل وخارج الكلية، على رأسهم الأستاذة الكريمة فاطمة دريد (رئيسة مكتب خدمة المجتمع والبيئة بالكلية)، والسيدة منال الحافي (رئيسة قسم الدراسة والامتحانات بالكلية)، والسيدة سارة زقلام (رئيسة قسم النشاط بالكلية)، والأستاذة غالية المرتضي (عن قسم التربية الفنية)، والأستاذة زينب الضاوي (عن قسم معلم فصل).

 ضيوف الشرف: ومن خارج الكلية شاركتنا مجموعة طيبة من ضيوف الشرف على رأسهم السيدة الكريمة سالمة ابراهيم الحمادي، والدة الأستاذة فرح أبوعرقوب، والسيدة هويدة علي أبومنجل (أخت دكتورتنا الكريمة ماجدة أبو منجل - وهي معلمة تعليم ثانوي)، والسيدة فطيمة حسن العايب (إدارية بمدرسة طليطلة الثانوية)، والسيدة نسرين مختار القزيري (صديقة زميلتنا الأستاذة فاطمة الأشقر – وهي معلمة بمدرسة شهداء النوفليين وخريجة قسم معلم فصل بكلية التربية – طرابلس)، والطالبة سارة عبد الحكيم (قسم معلم فصل)، ثم يأتي الشبل اسلام أسامة القديري، نجم الحملة، ليزين بنشاطه وحماسه وأريحيته ومنافسته الإيجابية لوالده، يأتي ليزين هذه المجموعة الكريمة من ضيوف الشرف الكرام. 

كما شارك أعضاء القسم التالية أسماؤهم في هذه الفاعلية، ولم يقل أي منهم حماس وجدية وتفاعل وجداني مع النزلاء ومع المناسبة بصفة عامة. تكون أعضاء هيئة تدريس القسم من السادة والسيدات الكرام، مرتبة حسب الترتيب الأبجدي:

أ.أسامة القديري، أ.د مسعودة الحسيني رئيس القسم، أ.د نجاة القاضي وكيل الكلية للشؤون العلمية، أ.فاطمة الأشقر رئيس فريق خدمة المجتمع والبيئة، أ.فاطمة عنيزة، أ.فرح فتحي أبو عرقوب منسق الدراسة والامتحانات وعضو فريق خدمة المجتمع والبيئة، أ.فوزية الكيش، أ.نبيلة الترهوني، أ.هدى الجحاوي منسق الجودة بالقسم، أ.وداد الثابت عاشور  منسق النشاط، د. بشير القرقوطي، د. رجاء رمضان، د. فتحي الفاضلي منسق التوثيق والإعلام، د. فتحي مادي منسق البحوث والاستشارات والتدريب، د. ماجدة علي أبومنجل، د. محمد الساحلي منسق التربية العملية بالكلية وعضو فريق خدمة المجتمع والبيئة، د. نجاة عزي.

أما نجمات الحملة ونواراتها، فكوكبة رائعة من بناتنا الفضليات الكريمات طالبات قسم التربية وعلم النفس، وجيل الأمل المنشود بإذن الله، وهن، حسب الحروف الأبجدية:

أريج زهير الحجاجي، إكرام الصديق بوشاقور، أية عبدالباسط الدوكالى ، أية مصطفى الدرناوي، أية الفرجاني لشيخي ، ايمان عبدالرزاق بن عمر، بشرى خالد طرنيش، بشرى عبدالناصر المعداني، حياة سالم زايد، خوله محمد المزوغى، دعاء بشير عمار بشير، دعاء خالد سعود، دعاء خالد كريستو، رتاج صلاح بديري، رنا عبد الحكيم القبائلي، ريهام مصطفي التائب، رواسي محمد العماري، رؤي سامي كشيدان، سارة عبد الحكيم غريبي، سلمي أنور ابوزعنين، سندس علي عمر، سندس عمر يونس، شريفة حميد عبدالقادر، شيماء أبوبكر رطيبة، صفاء عبدالحفيظ بن مصطفى، صفاء محمود المزوغي، عهد عبدالعاطي هروس، فاطمة نبيل الياس، كوثر عبد السلام قصيعة، مرح مصطفى شهوب، مروة الطاهر دويش، ملاك عزيز الشعاب، ميسم فتحي العوف، نسيبة عمر اليونسي، نسيم ناصر الشائبي، نورصبري قاسم آغا، هاجر عبدالحكيم غريبي، هبة علي زرتي، هداية العربي البوعيشي، هداية مفتاح قريفه، هنيده علي الأعمى، هيام شهوب، وعد مصطفى هلوج، هدى عبد الله الدبريزي، يقين محمود قاسم أغا، يقين يوسف ابو القاسم.

 نشرت السيدة فاطمة الأشقر بعد انتهاء الزيارة هذه الأبيات الجميلة، والتي تجسد شيء من واقع الحملة المباركة، أحببت أن أشارك بها الجميع، تقول الأبيات:

لم نخلق عبثاً حاشانا ....  بل لنعمرها دنيانا

لنمهد درباً كي يأتي جيلٌ....      يستكمل ما كان

لا لا لن تسكن همتنا....  مادامت فينا غايتنا

أن نحيا في الكون كراماً.... إحساناً يتلو إحسان

 جزاء الله الجميع كل خير، ووفق قسمنا وكليتنا وجامعتنا لخدمة الإنسان والوطن والإنسانية، وأتمنى أن نكون ممن قال فيهم الله سبحانه وتعالى"... كانوا  يسارعون في الخيرات... الأنبياء- 90"، وأظنكم،  بإذن الله كذلك. والله ولي التوفيق.

 فتحي الفاضلي – منسق المعلومات والتوثيق

قسم التربية وعلم النفس- كلية التربية طرابلس

جامعة – طرابلس.  30-04-2023م

التعليقات