ملخص
تتناول هذه الدراسة مسألة تراجع مكانة اللغة العربية من منظور سياسي، مركزة على دور العوامل السياسية في هذا التراجع. تمت مناقشة هذه العوامل على مستويين: المستوى الخارجي، حيث يتناول التحليل تأثير سياسات النفوذ الأجنبي وما نتج عنها من تغلغل ثقافي في الوطن العربي؛ والمستوى الداخلي العربي، حيث تُبحث مكونات الغطاء السياسي المتعلقة بأنظمة الحكم العربية التي تفتقر غالبًا إلى الإرادة السياسية الجادة للنهوض الثقافي واللغوي، بالإضافة إلى ضعف تماسك النظام الإقليمي العربي ومثالب السياسات التعليمية التي أسهمت في ضعف الاستخدام اللغوي. خلصت الدراسة إلى أن تراجع مكانة اللغة العربية يعود إلى عوامل سياسية داخلية وخارجية، أبرزها غياب الإرادة السياسية الحقيقية للنهوض الثقافي واللغوي، وافتقار النظام الإقليمي العربي إلى التماسك والمتانة، وسيطرة الاتفاقيات الانفرادية على الدبلوماسية العربية بدلًا من الاتفاقيات التكاملية، بالإضافة إلى قصور التشريعات والقوانين التي تضبط الاستخدام اللغوي.