ملخص
تبقى مسألة الحرية جدلية فلسفية بحتة، خاصة عندما ندافع عن الإنسان بأن له مقومات الحرية ونادرا ما يكون حرا، ولكنه قادر على أن يكون حراً؛ لأن الحرية ليست منحة ولا هدية معطاة، وإنما تتطلب جهدا وممارسة للتحرر من أشكال العبودية. والسبب وجود الجانب الدرامي فيه، وأغلب أفعالنا تصدر عنا جبراً نضطر إليها، وإذا ما استبعدنا كل الأفعال اللاإرادية التي سبقت، وإذا استبعدنا كل الأفعال الإرادية التي كثيراً ما نتوهم أنها صادرة عن اختيار وإرادة ولكنها ليست كذلك، وهي أقرب إلى العادة الراسخة منها إلى الاختيار المتأني، الذي لم يبق للإنسان من مجال لممارسة الحرية الحقة إلا القليل، وأقل منه وجود الإنسان الكامل اليقظة في تفكيره الحريص على ممارسة إرادته في كل أمر، وبالتالي فالحرية في الإنسان ممكنة، ولكنها مثل أعلى يحاول القليل منا بلوغها.