ملخص
تواجه عملية التحول الديمقراطي في ليبيا ما بعد القدافي عدة صعاب، لعل أبرزها غياب مؤسسات الدولة التي اختزلها النظام الديكتاتوري في شخص بعينه. وبالرغم من الصعاب العديدة التي تواجه عملية التحول الديمقراطي في إطار ليبيا ما بعد القدافي ، فإنه يمكن القول بأن الثقافة السياسية التي بدأت تتشكل منذ قيام ثورة 17 فبراير قد تسرع من عملية التحول الديمقراطي. إن التساؤل عما إذا كانت عملية التحول الديمقراطي تعتبر نتيجة أم سببا لثقافة ثوار 17 فبراير سيقودنا عموما للحديث عن بلورة إشكالية هذه الدراسة في السؤال الأتي: هل تتسم اتجاهات الليبيين بالايجابية أو السلبية نحو عملية التحول الديمقراطي التي تشهدها ليبيا منذ قيام ثورة 17 فبراير 2011؟ وسيتم اختبار مدى صحة فرضيتين احداهما أساسية تتمثل في "إن عملية التحول الديمقراطي في إطار ليبيا ما بعد القدافي يتوقع أن تؤثر إيجابا على اتجاهات الليبيين بعد قيام ونجاح ثورة 17 فبراير 2011."، والأخرى صفرية تتجسد في "إن عملية التحول الديمقراطي في إطار ليبيا الجديدة يتوقع أن لا تؤثر على اتجاهات الليبيين بعد قيام ثورة 17 فبراير 2011." ونظرا لطبيعة الدراسة الأمبيريقية-الكمية، عليه فإنه قد تم توزيع استبيان على عينة من كل مدن ليبيا يصل مجموعها الى (1068). ولقد تم ترميز وتفريع البيانات في الحاسوب، حيث تمت الاستعانة بالحزمة الاحصائية للعلوم الاجتماعية في وصف وتحليل البيانات من خلال تقنية الجداول والاشكال البيانية، عليه فقد تم ترتيب هذا الفصل الى ثلاثة مباحث تعرض كل منها الى خمسة مستويات من شدة الاتجاهات وذلك على النحو التالي: الاتجاهات القوية الموجبة، والاتجاهات المعتدلة الموجبة، والاتجاهات القوية السالبة، والاتجاهات المعتدلة السالبة، والاتجاهات اللامبالية او التي لم تكون راي. ولكي يتم وصف وتحليل ومقارنة اتجاهات عينة الدراسة نحو التحول الديمقراطي في ليبيا ما بعد القدافي، فقد قسم هذا الفصل الى ثلاثة مباحث، هي: الاتجاهات السياسية على مستوى النظام السياسي، والاتجاهات السياسية على مستوى العملية السياسية، والاتجاهات السياسية على مستوى السياسات. كلمات دالة: ثورة فبراير، التحول الديمقراطي، الاتجاهات السياسية، الثقافة السياسية، الثقانة المشاركة، الثقافة التابعة، الثقافة الرعوية، ليبيا ما بعد القدافي. Abstract The democratic transition process in post-Qaddafi Libya faces numerous challenges, the most prominent of which is the absence of state institutions that were reduced to one person under the dictatorial regime. Despite the many difficulties facing the democratic transition process in post-Qaddafi Libya, the political culture that began to take shape after the February 17 Revolution may accelerate it. Whether the democratic transition process is a result or a cause of the culture of the February 17 revolutionaries will generally lead us to discuss the crystallization of the problem of this study in the following question: Are Libyans' attitudes positive or negative towards the democratic transition process that Libya has been witnessing since the February 17, 2011, Revolution? The validity of two hypotheses, one primary and the other null, will be tested as follows: • "The democratic transition process in post-Qaddafi era is expected to to affect the attitudes of Libyans”. • "The democratic transition process in post-Qaddafi era is expected to not affect the attitudes of Libyans.” Given the nature of the empirical-quantitative study, a questionnaire was distributed to a sample from each of the cities of Libya, with a total of (1068). The data was coded and analyzed on the computer using the statistical package for the social sciences, SPSS. The outputs describe and analyze the results through tables and figures. Accordingly, this chapter has been arranged into three sections, each presenting five levels of attitude intensity: strong positive attitudes, moderate positive attitudes, strong negative attitudes, moderate negative attitudes, and indifferent or non-opinion attitudes. Moreover, this chapter has been divided into three sections: political attitudes at the political system level, political attitudes at the political process level, and political attitudes at the public policy level. The purpose of these sections is to describe, analyze, and compare the attitudes of the sample toward the democratic transformation in post-Qaddafi Libya. Keywords: February Revolution, Democratic Transformation, Political Attitudes, Political Culture, Participatory Culture, Dependent Culture, Parochial Culture, and Post-Qaddafi Libya.