ملخص
أمن اللبس في اللغة العربية من الموضوعات التي حظيت باهتمام كبير من قبل علماء العربية قديماً وحديثاً؛ لأن عن طريق أمن اللبس يتم الفهم والإفهام، فغاية اللغة هي توصيل المعنى للمتلقي واضحاً جليّاً؛ كي يتم التواصل، فجاءت هذه الرسالة تحمل عنوان: (أمن اللبس في اللغة العربية من خلال ثلاثة شروح من شروح ألفية ابن مالك: (شرح ابن الناظم وشرح ابن هشام، وشرح ابن عقيل)، فهي توضِّح مفهوم اللبس، وكيفية اجتنابه، حيث تحدثت في البداية عن مفهوم اللبس، انطلاقاً من المعنى اللغوي الذي اتضح أنه يعني التشابه والاختلاط ثم عرَّجت على المعنى الاصطلاحي، الذي بدا أنه يعني التشابه والاختلاط في التراكيب أو الصيغ مع الاتفاق أو الاختلاف في المعنى، مع الاستدلال ببعض النصوص القرآنية، ثم أخذتُ في تتبع مواضع اللبس في أبواب النحو العربي، فتمثلت في الإعراب، والتقديم والتأخير والحذف، والزيادة ثم دخلت في أبواب الصرف فشملت: بناء الفعل وإسناده، وأهم الصيغ الصرفية التي ينشأ عنها اللبس في غياب القرائن، ثُمَّ الدخول في تصريف الأسماء وكيفية انتفاء اللبس بينها، ومن ثَمَّ التفضيل والتعجب، والتفريق بين صيغتيه؛ كي ينتفي اللبس، ثم تطرقت إلى المسائل الدلالية فشملت المقام والمقال وذكرتُ أهم المواضع التي دور المقام والمقال في إبراز المعنى خالياً من اللبس، ثمَّ تناولت التطور الدلالي فسلَّطت الضوء على بعض الألفاظ التي انحرفت عن معناها الأول إلى معنى آخر، فأتت هذه الدراسة في ثلاثة فصول مشتملة على أحد عشر مبحثاً، سبقتها مقدمة وتلتها خاتمة. المقدمة :بيَّنتُ فيهَا أهميَّةَ هذَا الموضوعِ، ودَوَاعِي احتيارِي لَهُ والمَنْهَجَ المتَّبع، َوأهمَّ الدِّراساتِ السابقةِ، وأهمَّ الصعوباتِ التي واجهتنِي في أثْنَاءَ إِعْدَادِهِ،وأقسامه الرئيسة. الفصل الأول بعنوان: (أمن اللبس في المستوى النحوي ) وفيه ثلاثة مباحث المبحث الأول: (الإعراب وأمن اللبس) بينت فيه المقصود بالإعراب في اصطلاح النُّحاة، وعرضتُ بعض التعريفات، وبينت إسهامه في إزالة اللبس، وتحديد المعنى. المبحث الثاني: (التقديم والتأخير وأمن اللبس) بينتُ فيه مواضع جوازه متى أُمن اللبس الذي اتَّضح من خلاله حرية الجملة في العربية ومرونتها، متى رُوعيَ اللبس. المبحث الثالث: (الحذف في أمن اللبس) أوضحتُ فيه أهم المواضع التي يجوز الحذف فيها متى توفَّرَ الدليل المُجَوِّز لذلك الحذف وأُمِنَ اللبس . المبحث الرابع: (الزيادة) تمَّ فيه توضيح أهم المواضع التي تكمن فيها الزيادة ويكون معها أمن اللبس، وتُمنَع بتوقعه. الفصل الثاني بعنوان: (أمن اللبس في المستوى الصرفي) وفيه ثلاثة مباحث المبحث الأول: (بناء الفعل وإسناده وأمن اللبس) تناولت فيه أهم الأبنية التي قد يقع بينها اللبس إذا جُرِّدت مِنَ القرائن، ووُضِعَت هذه القرائن لتفصِل بين المعاني المتشابهة والتي على رأسها السياق. المبحث الثاني: (الصيغ الصرفية وأمن اللبس)تتبعت فيه أهم الصيغ الصرفية. المبحثُ الثَّانِيِّ: (الصِّيَغِ الصَّرْفِيَّةِ وأمْنِ اللَّبْسِ) تَنَاوَلْتُ فِيهِ أهَمَّ الصِّيَغِ التي قدْ يَدْخُلُهَا اللَّبْسُ، وتقومُ القرائِنُ بِدَفْعِهِ عَنْهَا. المبحث الثالث: (تصريف الأسماء وأمن اللبس) جعلتُه فِي دَفْعِ الالتباسِ بينَ المؤَنَّثِ والمُذَكَّرِ، ودفَعِ الالتباسِ بينَ الجَمْعِ والمفردِ، وكذلكَ بينَ الاسمِ المنقُوصِ والمثنَّى كما تناولتُ التَّصغيرَ، والنّسبَ وأمْنَ اللبسِ في كل منهما. المبْحَثُ الرَّابِعُ: (التفضيلُ والتَّعَجُّبُ وأمْنُ اللَّبْسِ) دَرَستُ فِيهِ بِنَاءَ أفْعَلِ التَّفْضِيلِ وأفْعَلِ التَّعَجُّبِ ودَفْعَ اللَّبْسِ بَيْنَهُمَا، والتَّعَجُّبَ والإِدْغَامَ وأمنَ اللبسِ في كليهِمَا. الفصلُ الثالِثُ بِعُنواِن: (أمْنَ اللَّبْسِ فِي المُسْتَوَى الدِّلَالِيِّ) وقسَّمتُهُ إلَى ثَلَاثَةِ مَبَاحِثَ. المبحثُ الأَوَّلُ: (المقام والمقال ودوره في أمنِ اللَّبْسِ) تطرَّقْتُ فيهِ إلَى إسهامِ المقامِ فِي بَيَانِ المعنَى الصَّحِيحِ والمقصُودِ مِنَ الكَلَامِ، وأَنَّهُ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالٍ، وعَرَضْتُ بعضَ الأمثلةِ لِذَلِكَ. المبحث الثاني: (التطوُّر الدلالي و أمن اللبس) نوَّهتُ فيه إلى اهتمام العرب بالألفاظ والمعاني، ثم عرَّضتُ إلى تطور اللغة في جمع مستوياتها مما أدَّى إلى تراخي بعض الألفاظ عن معانيها، واندثار بعضها الآخر مما تسببَ في خلق اللبس، وعندها لابد من الرجوع إلى المقام الذي قِيلَ فيه النص. المَبْحَثُ الثَّالِثُ: (الفصل والوصل وأمن اللَّبْس) عَرَضْتُ فِيهِ أَهَمِّيَةَ الفَصْلِ والوَصْلِ، وأنَّ مَعْرِفَةَ مواضعَ كلٍّ مِنْهُمَا لهِا دَوْرٌ كبيرٌ فِي إزَالَةِ الإِبْهَامِ ودَفْعِ اللَّبْسِ، حيْثُ تمكِّنُ القَارِئَ مِن مَعْرِفَةِ معانِي مَا يَقْرَأُ، وتُسْعِفُهُ فِي اسْتِنْبَاطِ الأَدِلَّةِ . الخاتمة: اشتملت على أهم المحاور والأفكار والنتائج التي انتهى إليها البحث.