ملخص
تسعى برامج تعليم التفكير بأن يصبح التفكير مهارة تمكن الطلبة من الأداء بمستويات متقدمة، أكثر من مجرد تذكر واستدعاء الحقائق، بحيث يصبح التعليم الذي يقدم للطلبة هو نوع من التدريس الذي يرفع من قدرة الطالب على التعامل مع المعلومات وكيفية الاحتفاظ بها، واعادة صياغتها واستخدمها في تطبيقات وممارسات تسهم في صناعة وانتاج المعرفة في عصرنا الذي أصبحت فيه تنمية عقول الناشئة للعصر القادم أحد الأهداف التربوية الملحة، وخاصة في بلادنا التي هي بحاجة لعقول أبنائها لعبور المرحلة القادمة. ومن الواجب هنا أن تتنوع الأساليب والطرق التي تقدم بها المعرفة للطلبة، "فعملية تعليم التفكير تذهب إلى ما هو أبعد من تعليم الحقائق فهي تشجع الطلبة على طرح الأسئلة حول المعلومات والأفكار المعروضة، وتساعدهم على تعلم كيفية تحديد الافتراضات غير المحددة وبناء أو طرح الأفكار والآراء العديدة والدفاع عنها، وفهم العلاقات بين الحوادث والأفكار المختلفة، ويسعي التعليم الفعال المتمركز حول التفكير إلى تحقيق هدفين يتمثل الأول في الاستخدام الأمثل والأكثر فاعلية للمعرفة بأنواعها ،في حين يتمثل الثاني في مساعدة الطلبة على أن يصبحوا متعلمين تقودهم مهاراتهم وتعليماتهم الذاتية " (سعادة، " )2،،8،02تشجيع الطلبة على بناء معارفهم بأنفسهم، وعلى المعلم مساعدتهم على أن يجعلوا أفكارهم الخاصة واضحة، ويقدم لهم أحياناً أحداثاً تتحدى هذه الأفكار ويمدهم بالفرص لاستخدام هذه الأفكار في مواقف متعددة، ولا يقتصر دور المعلم على نقل المعرفة، ولكن يجب أن يعمل على تنشيطها واستنباطها وتسهيل وتوجيه عملية التعلم، وأشار العفون وعبد الصاحب إلى إن قدرة الفرد على الاستفادة من التدريب على طائفة كبيرة من الأعمال العقلية، يحسن مستواه العقلي وان تدريبا متقنا يؤدي إلى درجة كبيرة من تحسين التفكير، إذا أظهرت الدراسات التجريبية التي تم فيها تدريب الأفراد أو أعطائهم تمرينات خاصة، بقصد زيادة كفاءتهم في استخدام اللغة والتذكر وسرعة تسمية الألوان والأشياء وحل المسائل الحسابية وفهم المدركات، تحسنوا أو تفوقوا في أدائهم على اختبارات الذكاء في نهاية التجربة على زملائهم الذين لم يتلقوا هذا التدريب، وهذا يؤكد إمكانية تدريب وتعليم الأف ارد كيفية التفكير وتحسين المستوي التعليمي (العفون، عبد الصاحب، ) 001 ،2،02وتعتقد الباحثة ان المعلمين والطلبة قد يشعرون بعدم الارتياح في بداية التدريس أو التعلم باستخدام برامج التفكير لأن ذلك سرعان ما يتغير إذ تصبح الممارسة أكثر تشويقا ومتعة، فالطلبة يحبون الجو التعليمي الجديد الذي ينمي الخبرة ويطور الأداء بطريقة معمقة وسهلة، فالتعلم الجيد هو الذي يهتم بما يرغب المتعلمون في معرفته أو التعرف عليه. مما جعل من برامج التفكير أمراً تفرضه حتمية الواقع الذي يشير إليه العديد بأنه ضحل لا يلبي حاجات وشغف الطلبة إلى التعلم بل إنه يعمق لتعليم سطحي يخنق القدرات، يمارس فيه المعلم دور الملقن والمتعلم دور المتلقي مما يؤدي إلى تفكير منحصر فيما هو مطلوب من المتعلم إنجازه لمعالجة المشكلات الواضحة، بينما يسهم تعليم التفكير في منح المتعلم المهارة لمعالجة المشكلات المعقدة في عالم شديد التعقيد مما يهيئ الفرص لمزيد من التعلم. وتهتم هذه الدارسة بتقديم برامج تعليم التفكير؛ لأجل أن يصبح التفكير مهارة، ويكتسب الطلبة قدرة على استخدامها في الموقف المدرسي مما يفترض أن يعود على الطلبة بزيادة مستويات الأداء، إذ دعمت العديد من الدراسات التي تمت حول معرفة الأثر الذي ينشأ عن استخدام برامج تعليم التفكير إلى دعم الفرضية بأن مستوي الأداء يكون أفضل وأكثر تقدما باستخدامها عن استخدام الأساليب التقليدية في التعلم