من ملامح الأزمة السياسية للخلافة الأمويةفي بلاد الأندلس

تاريخ النشر

2009-1

نوع المقالة

رسالة ماجستير

عنوان الرسالة

جامعة طرابلس - كلية الاداب

المؤلفـ(ون)

أحمد المهدي مكاري

ملخص

المقدمــــة إن التاريخ هو ماضي الإنسان، والإنسان وحده، لأنه الكائن الوحيد الواعي بالزمن، هذه حقيقة لا يختلف على صحتها اثنان، ولكن أي إنسان هو المقصود؟ هل هو السلطان؟ أم القائد أم المفكر ؟ أم هو الإنسان العادي الفلاح والبائع والصانع ؟ إن كتابة التاريخ ضمن دائرة التاريخ الرسمي الذي تمليه قرارات السلطة لم يفِ حق الفئات المقموعة والمغلوبة على أمرها، وليس هذا وحسب بل إنها تحمل نتائج أخطاء العظماء المباحة دائمًا وكأنها لم تشارك في هذه الأحداث ولم تتأثر بها. ولا يعني إشراك هذه الفئات في عملية التدوين التاريخي تهميش دور العظماء السلبي أو الإيجابي، بل التركيز على الجانب الخاص بهذه الفئات، يعني إظهار دورها لكونها شريكًا فاعلاً في هذه العملية أما إغفال دورها وتهميش ردود أفعالها هو الإجحاف بعينه. إن المتمعن في بعض الأحكام التي أطلقت على انتفاضة هذه الفئة أو تلك ضد هذا النظام أو ذاك سيرى جلياً أثر التحامل على هذه الأكثرية المقهورة والمناصرة لتلك الأقلية القاهرة ومنها على سبيل المثال: الفئة التي ثارت بسبب طبيعتها الرافضة للحكم المركزي والتي استمدتها من قساوة الطقس ووعورة المنطقة التي تعيش فيها، وتلك الفئة ثارت، لأنها تعيش ضمن منطقة وعرة، ومحصنة لا يمكن لقوة الحاكم الوصول إليها. بهذه الأسباب الواهية حُمِّلت هذه الفئات مسؤولية تفكك البلاد وضعفها، وزينت صورة الحكام لتجعل منهم عظماء التاريخ وأساسه الثابت، والساعين دومًا لتصحيح مجرى التاريخ لولا هذه الانحرافات - ومهما يكن من أمر – فإن العرب الفاتحين ومن جاء بعدهم لم يسعوا إلى تأسيس دولة قوامها أناس ينشأون بصفات وخصائص معينة، وقد اختاروا الإسلام ليسير حياتهم وينظمها وفق تعاليمه الصالحة لكل زمان ومكان، وليتمكنوا أخيرًا من بلوغ كمالاتهم الإنسانية وبالتالي تأسيس دولة متماسكة من قاعدة الهرم الاجتماعي إلى قمته، تزدهر وتنمو كوحدة واحدة تقف في وجه الخطوب، كجسد واحد وبعبارة أوجز أنها لم تسع إلى بناء الإنسان اللبنة الأولى للدولة واحد ركائز قيامها.