ملخص
ظاهرة التذكير والتأنيث من الظواهر المهمّة في نظام اللغة العربية، ولها ارتباط وثيق بالدلالة، شغلت حيزاً واسعاً من عناية علمائنا الأوائل، واهتموا بدراستها(1) تدل مقارنة اللغات السامية على أن الساميين القدامى كانوا يفرقون بين المذكر والمؤنث في اللغة، وقد فطن إلى ذلك اللغويون العرب أنفسهم:" قال الشيخ بهاء الدين بن النحاس في التعليق على المقرب كان الأصل أن يوضع لكل مؤنث لفظ غير لفظ المذكر"(2) وتوسع علماؤنا في التأليف حول المذكر والمؤنث حتى وضعوا مؤلفات تحمل اسم (المذكر والمؤنث)(3)، يقول ابن الأنباري: " إن من تمام معرفة النحو والإعراب معرفة المذكر والمؤنث؛ لأن من ذكر مؤنثا أو أنث مذكرا، كان العيب لازما له كلزومه من نصب مرفوعا، أو خفض منصوبا، أو نصب مخفوضا"(4)، وأجمع النحاة أن التذكير أصل والتأنيث فرع، وفي ذلك يقول سيبويه:" إن الأشياء كلها أصلها التذكير، والشيء يذكر والتذكير أول، وهو أشد تمكينا، كما أن النكرة هي أشد تمكنا من المعرفة؛ لأن الاشياء إنما تكون نكرة ثم تعرف"(5)،لذا جُعل للفرع علامة تميزه.