ملخص
كان الهدف من الدراسة هو تحديد أكثر المخاوف حدة عند تلاميذ الصفوف " الرابع والخامس والسادس" المتمثلة في الأعمار من 9-12 ما يقابل الطفولة المتأخرة. كما هدف البحث الي ربط هذه المخاوف بعدة متغيرات هي: الجنس، والعمر، والصف، والمنطقة. لقد تم تحديد عينة البحث من شريحة طبيعية داخل المؤسسات التعليمية. اختير المنهج الوصفي لملاءمته لأهداف البحث اما المجتمع فقد تحدد بتلاميذ الحلقة الثانية من مرحلة التعليم بمدينة مصراته، بلغ مجتمع البحث (24636) تلميذاً وتلميذة، أما بالنسبة للأداة فقد تم إعدادها من قبل الباحثة، وذلك بالرجوع الي عينة كبيرة من التلاميذ بلغ عددها (500)، كما استعانت الباحثة بعينة من المدرسين والمدرسات من مدارس مختلفة، وعينة أخري من المتخصصين والخبراء. وبناء على نتائج العينة الاستطلاعية احتوت القائمة "أداة البحث" على 50 موضوعاً للخوف، ثم بعد ذلك تم عرض هذه القائمة علي عينة عددها 40 تلميذاً، للتأكد من مدي وضوح التعليمات والمفردات التي تضمنتها القائمة. ولحساب صدق الأداة قامت الباحثة بالاعتماد على صدق المحتوي والصدق الظاهري وايضا الصدق الإحصائي حيث بلغت قيمته 0.96 مما يدل على تمتع الأداة بدرجة عالية من الصدق، ولحساب الثبات استخدمت الباحثة طريقة التطبيق وإعادة التطبيق وقد بلغ معامل الثبات 0.80 كما تم إيجاد معامل ألفا وقد بلغ 0.92. أما عينة البحث الرئيسية فقد شملت 855 تلميذاً منها 443 ذكور و412 إناث وهي تمثل ما نسبته 3% من إجمالي مجتمع البحث. بالنسبة للمعالجة الاحصائية للبيانات تم استخدام "البرنامج الاحصائي للعلوم الاجتماعية "S.P.S.S.. وكانت النتائج كما يلي: أكثر المخاوف حدة في العينة الكلية بلغ عددها 31 موضوعا وهي الخوف من الحيوانات المفترسة الخوف من الأب الخوف من الأم الخوف من المعلم والمعلمة الخوف من مدير المدرسة الخوف من السارق الخوف من الكهرباء الخوف من النار لقد سجل الخوف من الأب والأم درجة حدة عالية وتشير الباحثة الي ان العلاقة مع الاباء التي يسودها الخوف تترتب عليها مخاوف أخري منها الخوف من ترك العائلة للطفل مما يشير الي وجود مشاكل نفسية للطفل ويرجح سبب ذلك الي التهديد بترك الطفل والتخلي عنه وذلك لردعه عن السلوك الغير مقبول وايضا لنوعية العلاقة السائدة بين أفراد الاسرة وانشغال الاباء عن أبنائهم. من نتائج البحث ايضا ارتفاع حدة المخاوف المتعلقة بالمدرسة مما يعني ان الاسلوب التربوي داخل المؤسسة التعليمية يرتكز أساسا علي الخوف مما قد يقف عائقاً أمام تحصيل دراسي جيد. ايضا سجل الخوف من الأحلام المزعجة درجة حدة عالية مما يدل على وجود صراعات نفسية يعيشها الطفل. كما سجلت مشاهد الجرائم والعنف ومشاهد الدماء درجة حدة عالية مما يؤثر تأثيرا ضارا على صحة الطفل النفسية. من نتائج البحث ايضا وجود فروق دالة إحصائيا بين الجنسين لصالح الإناث. توصي الباحثة بتوعية الاباء وتنبيههم الي الاساليب التربوية الخاطئة والسائدة في المجتمع وتوفير الخدمات الإرشادية داخل المؤسسات التعليمية ونشر الوعي التربوي.