ملخص
إن جدلية المرأة ومكانتها في الإسلام تعد قضية في غاية الأهمية , يجب الاهتمام والعناية بها سواء أكان ذلك على مستوى المؤسسات أم على مستوى الأفراد , وكلنا نعلم أن الغرب ومنذ القدم يثير الكثير من الشبهات حول التشريع الإسلامي , خاصة ما يتعلق بأحكام الأسرة .. ففي السنوات الأخيرة تزايدت الحملة على الإسلام وعلى المسلمين من أجل تشويه صورة الإسلام ومبادئه , وأزداد التعرض لأحكام الأسرة في الإسلام خاصة ما يتعلق بالمرأة المسلمة , ولهذا قد يتساءل البعض منا إلى متى تستمر هذه الجدلية حول طبيعة حقوق المرأة وأدوارها في مسار الحياة العامة وإلى متى تظل الشكوك تحوم حول مقدرتها في العطاء والإسهام بمسيرة التقدم ، وإلى متى تبقى هذه الأفكار مسيطرة على عقول العديد من المجتمعات ، وإلى متى يبقى الإسلام متهماً وكأنه سبب في تأخر المرأة ؟ فهذه المفاهيم غالباً ما تفرض وجودها بمرور الزمن ، واتصفت هذه المفاهيم بوضعية خاصة داخل منظوماتها الثقافية من حيث الاشتغال الفكري والثقافي ، والأدبي في بعض الأحيان ، حيث وجد هذا الاهتمام المستمر أثره في خلق حالة من الديناميكية والحركية بوسائط النقد والحوار , ومن هذه المفاهيم ما يكون مرتبطاً بظرف زمني معين ، وبانتهاء الظرف ينتهي التباين حول تلك المفاهيم , إمَّا بمعالجتها أو بتوقف الاهتمام بها ومنها ما يدوم كالمفاهيم الثقافية الإسلامية قديما ، كمسألة الجبر والاختيار التي اشتد حولها الجدل والنقاش في منتصف القرن الثاني للهجرة , وحديثا مسألة الدين والعلم التي جاءت نتيجة الاحتكاك الحضاري بين العالم الغربي والعالم الإسلامي في القرن التاسع عشر الميلادي , ومن المفاهيم المعاصرة تأتي مسألة التراث والمعاصرة , التي اشتد حولها الحوار في الخطاب الإسلامي الحديث كمسألة المرأة وجدلية دورها الاجتماعي , فالمرأة أصيبت بإجحاف كبير في العصور القديمة ، واستمر الإجحاف بمصادرة المزيد من حقوقها الاجتماعية والسياسية في العصر الحديث ، وإلحاق التهم بالإسلام والمسلمين , وعليه فإن هذا الدراسة قد أعطت نبذة تاريخية بالقدر الذي تسمح به عن دور المرأة الاجتماعي والقانوني والسياسي في مراحل تاريخية متقدمة ومحدّدة كالحضارة المصرية القديمة واليونانية والرومانية وفي عصر ما قبل الإسلام وما بعد الإسلام والحقوق التي أعطاها الله تعالى للمرأة.