ملخص
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن الشواهد بمختلف أنواعها لها أهمية كبيرة في تقعيد القواعد النحوية، فكان لها عند المتقدمين والمتأخرين العناية والدراسة والتحقيق والتوثيق، وابن عقيل أحد هؤلاء الذين اهتموا بالشواهد من حيث الاحتجاج بها في ترسيخ القاعدة النحوية، فجاءت شواهده متنوعة ومتعددة بلغ عدد شواهده الشعرية في كتابه ثلاثمائة وثمانية وخمسين شاهدا، والشواهد القرآنية مائتان وثمانية وستون شاهدا بالإضافة إلى شواهد الأحاديث والأمثال. اعتنى المحقق الشيخ محمد محي الدين بالشواهد الشعرية دون غيرها من الشواهد الأخرى فكانت دراسته – مع كثرتها - وافية وكافية، في حين أنه غض الطرف عن ما تبقى منها، فجاءت هذه الدراسة مكملة لما قصر عنه تحقيقه فيما يتعلق بشواهد القراءات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأمثال العربية. ولتكتمل الفائدة أحببت أن أولي شواهد القراءات القرآنية اهتماما من حيث توثيقها وإعرابها - دون ذكر الخلاف- إلى جانب الدراسة اللغوية والصرفية والنحوية، ثم ببقية الشواهد- إن شاء الله تعالى- في دراسات أخرى، وبما أن هذه الدراسة لا تتسع لبحث واحد فاقتضت أن تكون مقسمة في أجزاء ثلاث، وقد انتظمت على النحو الآتي: المبحث الأول: مبحث شواهد الأحرف الناسخة والأحرف الناصبة. المبحث الثاني: شواهد بناء الأفعال لما لم يسم فاعله. والله نسأل أن يكون خالصا لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصل الله وسلم على نينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.