ملخص
الإبداع والابتكار وعلاقته بالبيئة الاجتماعية المحيطة المقدمة يتسم العصر الحالي بسرعة التغير والتطور إلى جانب تنوع وسائل نقل المعلومات والتقدم العلمي والتكنولوجي في شتى مجالات الحياة، مم يتطلب عقولا مفكرة مبتكرة ومواهب مبدعة تختصر الوقت وتتوصل إلى أنجح الحلول ولمختلف المشكلات. تعتبر الفروق الفردية ظاهرة عامة في جميع الكائنات الحية " العضوية " دون أن تقتصر على الانسان وحده وظاهرة الفروق البشرية مازال يكتنفها الكثير من الغموض، فالناس يختلفون فيما بينهم وينذر بل يستحيل أن تجد فردين متماثلين ، هكذا مشيئة الخالق في خلقه ، لأنه لو تماثل الناس لما استطاع الانسان أن يعايش غيره من البشر، ولملل الحياة وضجر بها ومنها. فالأفراد يختلفون فيما بينهم اختلافا كبيرا في كثير من الجوانب وبخاصة في قدراتهم العقلية ومستويات أدائهم العقلي المعرفي ، فالتربية يمعنها الواسع وباختلاف العصور والمجتمعات تهدف إلى الاهتمام بعقل الانسان، وتعمل على إمداده بخبرات ومهارات تنمي ملكاته الفطرية وتدعم قدراته منذ الصغر، أي عن طريق الاكتشاف المبكر لهذه القدرات وتفوقه في إحداها، وتوفير السبل التي من شأنها أن تعمل على إثراء هذه القدرة وتدعمها، وتمكنه من الارتقاء العقلي والمعرفي وتدفعه إلى الابتكار والإبداع. ولذلك فإن الاهتمام بفئة المبدعين يعد من أهم مسئوليات المجتمع، وهذه المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق البرنامج التربوي والتعليمي، بما يهيئوه لهذه الفئة المتميزة من برامج تربوية وتعليمية وأنشطة تتيح لهم التفاعل مع البيئة واكتساب المعرفة من خلال الاحتكاك المباشر وتنمية قدراتهم الإبداعية ومواهبهم حتى يساهموا في الرقي بالمجتمع ونهضته وليواكبوا التفجر المعرفي وعصر العولمة. وفقا لذلك فقد جاءت هذه الورقة بهدف توضيح دور البيئة الاجتماعية المحيطة وعلاقتها بالإبداع وتنمية القدرات الإبداعية الابتكارية لدى التلاميذ ، وتم استخدام المنهج المسحي في جمع المعلومات واستخلاص النتائج من الدراسات السابقة ، وقد خلصت الورقة إلى جملة من التوصيات تجعلنا نؤكد على ضرورة الاهتمام بفئة المبدعين باعتبارهم فئة تتميز بقدرات ومهارات خاصة.