ملخص
تمثل عملية قياس واكتشاف الموهوبين أحد أهم الأهداف الرئيسية التي تسعى المدرسة لتحقيقها في عالم اليوم، وذلك لدورها في مدى إنجاح ما تقدمه من خدمات وبرامج ،وما تقوم به من ممارسات تستهدف مساعدة التلاميذ في الإفادة من قدراتهم وإمكاناتهم وطاقاتهم وتنميتها إلى أقصى درجة ممكنة . ويمثل التقويم المدرسي أحد أهم العوامل التي من شأنها أن تؤثر في ذلك خاصة في المراحل الأولى من عمر التلميذ ، وذلك بالنظر لما للقياس والتقويم المدرسي من دور وأهمية في العملية التعليمية ، فطبيعة وأسلوب القياس والتقويم يحدد مسار عملية التعليم والتعلم ووجهتها، ومن خلال ما تمدنا به أدواته من دلائل، وما تقدمه من مؤشرات ، نستطيع أن نحكم على مدى تحقق الأهداف التربوية بما في ذلك الأهداف المتعلقة باكتشاف الموهوبين ورعايتهم . ورغم ما تشير إليه المراجع العلمية والتوجهات الحديثة في مجال اكتشاف الموهوبين من ضرورة تعدد وتنوع المحكات في عمليات الكشف عن الموهوبين إلا أن الممارسات التربوية لازالت تركز على استخدام محك التحصيل الدراسي في تحديد مستوى الموهبة وذلك من منطلق أن التحصيل أحد أهم المظاهر الأساسية للنشاط العقلي الوظيفي عند الفرد . ( فعملية التعرف على الموهوبين واكتشاف مواهبهم ليست عملية محددة متجانسة، نظراً لوجود فروق فردية كبيرة ومتعددة بين الموهوبين أنفسهم في المجالات العاطفية والنفسية والجسدية ، إن السلوك الصفي للموهوبين يتنوع ويتعدد وقد لا يتطابق مع المعايير التي يعتمدها المعلمون لمنح الدرجات أو العلامات للطلاب. ) إبراهيم الحاثي 2006 : 109 وبالتالي فإن الاعتماد الكبير في الكشف عن الموهوبين استناداً إلى مؤشر الاختبارات المدرسية فيه الكثير من المغالطة خاصة في ظل ما يعانيه نظام التقويم المدرسي بشكل عام من تخلف وقصوره عن مواكبة ما يحدث في العالم من تغييرات .