ملخص
مقدمة : مما لا شك فيه أن نظام القياس والتقويم التربوي في بلادنا عانى ولازال من نواحي قصور عديدة، وهو أمر يشعر به الجميع دون استثناء بما في ذلك أولياء الامور والطلاب. كما أن هناك إدراك متنامٍ لدي القائمين على شؤون التعليم لأهمية تطوير نظام الامتحانات وتحسينه. وقد تناولت العديد من المؤتمرات والندوات العلمية موضوع القياس والتقويم، وبحث سبل تطويره وتفعيل دوره في العملية التعليمية، ونكاد نجزم بأنه لا يوجد مؤتمر أو ندوة علمية لها علاقة بالعملية التعليمية إلا ويكون من بين محاورها موضوع الامتحانات، وتتصدر توصياتها الدعوة لإصلاحها. ورغم الانتقادات الكثيرة ودعاوي الإصلاح المتكررة، وما كان يظهر علينا كل يوم من شواهد علمية ،وأدلة واقعية حول التأثيرات السلبية لحالة التردي التي يعاني منها نظام القياس والتقويم التعليمي في بلادنا، وهو ما أكدت عليه وتناولته العديد من الدراسات والبحوث العلمية، إلا اننا لم نلمس أي عمل حقيقي وجاد يمكن أن نشعر من خلاله بأن هناك نية ورغبة في الإصلاح، عدا بعض المحاولات التي ركزت في مجملها على الآليات التي تتم بها عملية الامتحانات النهائية، دون أن تمس الجوهر الأساسي الذي ينبغي أن تبنى عليه عملية الإصلاح والتطوير، ويأتي على رأسها ضرورة تغيير فلسفة وأهداف القياس والتقويم ليواكب التطورات والمستجدات الحديثة في عالم اليوم، فلا زال نظام القياس والتقويم عندنا أسير فلسفة وأهداف بدايات القرن الماضي. وفي هذه الورقة سنحاول طرح بعض الرؤى والأفكار التي هي في الواقع تكملة لمحاولات سابقة - في مجال نقد وتقويم نظام القياس والتقويم في ليبيا ، وتهدف هذه الورقة وما سبقها الى الاسهام في زيادة وعي المعنيين بشؤون التعليم عامة والقياس والتقويم خاصة بثلاث أمور رئيسية كل منها مبني على الآخر ويؤسس لما يليه : أولاً / إبراز أوجه الخلل والقصور في نظام القياس والتقويم التعليمي في نظامنا التعليمي كمحاولة للإجابة عن التساؤل التالي : ما واقع القياس والتقويم التعليمي في ليبيا وإلى أي مدى يلبي الطموحات ويحقق الاهداف ؟ ثانياً / مناقشة بعض التوجهات الحديثة والمعاصرة في نظام القياس والتقويم التعليمي وبحث إمكانية الاستفادة منها وتوظيفها لوضع استراتيجية وطنية لتطوير نظام القياس والتقويم التعليمي في ليبيا. ما التوجهات الحديثة في نظام القياس والتقويم ؟ ثالثاً / تقديم بعض المقترحات العملية (الإجرائية) كخطوة لوضع أولى لبنات الإصلاح والتي يمكن أن تعالج بعض نواحي القصور. ما السبيل إلى الإصلاح ؟