مشكلات التوافق النفسي لدى عينة من الأطفال النازحين بليبيا

تاريخ النشر

2016-1

نوع المقالة

مقال في مؤتمر علمي

عنوان المؤتمر

مجلة كلية الاداب – جامعة الزاوية-عدد22 2016

الاصدار

Vol. 0 No. 22

المؤلفـ(ون)

سالم امحمد عبدالقادر المجاهد

يوسف الاحرش

الصفحات

1 - 22

ملخص

اسفرت فترة الاحداث والحرب التي شهدتها ليبيا وتداعياتها منذ منتصف شهر فبراير 2011 الى الآن على الكثير من المواقف الصعبة والمشكلات المزمنة التي طالت الجميع دون استثناء حتى أولئك الذين لم يشاركوا في الحرب بشكل مباشر. وتزداد تلك التأثيرات وتكون أكثر عمقاً وشدة مع بعض الفئات والشرائح، ويأتي على رأسها الأطفال ، فهم بطبيعة تكوينهم النفسي وخصائصهم العقلية والجسمية عاجزون عن استيعاب الأحداث الصادمة وفهمها والتعامل معها ومواجهتها بصورة منطقية، وبالشكل الذي يبعد عنهم المخاطر والتأثيرات السلبية لتلك الاحداث . كما أن واقع الحال في ليبيا يشير إلى تشرد العديد من العائلات بعضهم تهدمت منازلهم لأن مناطقهم كانت ساحة معركة والبعض الآخر تم تهجيرهم قصراً، وبغض النظر الدوافع والأسباب، فقد نزحت عائلات ومناطق بأكملها، تاركة كافة منازلها وأراضيها، بل احلامها وأمانيها . وبكل تأكيد فإن هذه الأوضاع سيكون لها تأثيراتها على قدرة الطفل عن ممارسة حياته بشكل طبيعي ولا يقتصر على زيادة توتره الذي ينعكس سلبا على توافقه وسعادته وقدرته على التفاعل مع بيئته فحسب، بل قد يتعداه إلى شعوره بأنه ضحية لمواقف وأحداث وحرب لا ذنب له فيها. وإذا بلغ الفرد درجة التشكك فيمن حوله وفي مجتمعه زاد توتره، وزاد شعوره بأن بيئته بيئة عدائية غير مطمئنة. وهذا قد يدفعه إلى الانكفاء على ذاته، والابتعاد عن التفاعل مع الآخرين، مما قد يدعم الاصابة بالاضطرابات النفسية والانحرافات السلوكية مستقبلاً. أن هؤلاء الاطفال الذين وجدوا انفسهم فجأة في بيئة غريبة عنهم يعيشون ازمة مركبة ، فهم بحكم كونهم اطفال لديهم متطلبات نمائية (نفسية واجتماعية وجسمية) شأنهم شأن أقرانهم من نفس السن، والتراث السيكولوجي يخبرنا بأن اشباع تلك الاحتياجات يصاحبه صراعات ومشكلات نفسية ونمائية حتى في ظل الظروف الطبيعية، ولو بمستويات متفاوتة . ومن ناحية ثانية نجد إن هذا الوضع الذي وجدوا انفسهم فيه وما نتج عنه من تداعيات سيرتب عليهم الكثير من المشكلات الجسمية والنفسية والاجتماعية والتعليمية تزيد من حجم معاناتهم، فالبحوث العلمية تؤكد أن بعض ممن يتعرضون للعيش في ظروف غير طبيعية يمكن أن تظهر لديهم لاحقا اضطرابات نفسية ومشكلات اجتماعية وسوء توافق دراسي وحياتي ، وقد تتطور لتصبح أعراضا حادة ما لم يتم معالجتها ومعالجة تداعياتها بشكل مبكر ووفق أسس مهنية سليمة. من هنا تأتي أهمية التعرف على ابعاد وتداعيات هذه الحالة ومستوى تأثيراتها على التوافق الدراسي على الأطفال في ضوء بعض المتغيرات (النوع – العمر – طبيعة السكن المستوى الدراسي).

موقع الناشر

عرض