(( الشباب الليبي بين الدراما التلفزيونية والواقع الاجتماعي ))

تاريخ النشر

2024-1

نوع المقالة

مقال في مؤتمر علمي

عنوان المؤتمر

المؤلفـ(ون)

سعيدة نصر عقيلة عقيلة

ملخص

ملخص البحث: تعتبر مرحلة الشباب مرحلة حساسة مهمة في حياة الفرد، ففيها تنضج معالم شخصيته الجسمانية والعقلية، والاجتماعية، ويكتسب مهارات ومعارف تدفعه للتطلع نحو المستقبل، والتفكير في خيارات الحياة المستقبلية، أننا نعيش اليوم في عصر التطور في وسائل الاعلام و المحطات التلفزيونية التي تفرض جملة من التغيرات والتفاعلات ما انعكس على معظم مجالات الحياة، عصر أضحى فيه المحطات التلفزيونية هي الشغل الشاغل للشباب من خلال الدراما التلفزيونية وما تبثه من المسلسلات التركية والهندية والكورية والمكسيكية وبرامج أخرى، وكما هو معلوم فمثل هذه البرامج تحمل في طياتها قيم ومفاهيم قد تؤثر بشكل سلبي على المتلقي وتشكل غزوا ثقافيا على المجتمعات العربية والمجتمع الليبي بصفة خاصة، بالإضافة إلى وجود علاقة تأثير وتأثر بين الدراما التلفزيونية العربية والشباب، وهذا بمواجهة الشباب للرسائل الإتصالية الصادرة من البرامج الإعلامية والمواد التلفزيونية الموجهة لهم على إختلاف أشكالها، قد يحدث أثارا سلبية في حياتهم وهذا يكسبهم أفكارا جديدة تترجم سلوكيات لا تتوافق وقيم المجتمع وخصوصيته، فالكثير من المحطات العربية تحمل في مضامينها قيما تخالف قيم المجتمع العربي أخر وكثير ما يتعرض لها الشباب، ودخولهم في صراع مع قيم المجتمع المحلي وثقافته في ظل تزايد ولوج الدراما التلفزيونية الأجنبية لعديد المجتمعات العربية والتي من شانها أن تغير بعض المفاهيم والقيم وتطمس الهوية الوطنية، وخاصة فئة الشباب لأنها الأكثر إقبالا على هذه البرامج، بما في ذلك من يمثلون النخبة من هذه الفئة منهم طلبة الجامعات والمعاهد العليا لانهم أكثر فئات المجتمع تعرضا وتأثرا بنتائج التغيرات و التحولات التي تمر بها المجتمعات، فهم أكثر ارتباطا بظاهرة العولمة وتأثيراتها خاصة على ثقافتهم. كما أن وسائل الإعلام يمكن أن تساهم في خلق ثقافة بديلة أو ثقافة مضادة لدى الشباب، تجعلهم يثورون أو يتمردون على ما هو قائم من علاقات إجتماعية، وقيم ومعايير إجتماعية خاصة وان الشباب معروف عليهم أنهم في جميع المجتمعات يميلون إلى تطوير نسق ثقافي خاص بهم، وهي المتمثلة في تلك العناصر الثقافية التي انبثقت تاريخيا والتي تعبر في المحل عن مصالح الشباب واحتياجاتهم ورغبتهم في التغيير والتجديد إضافة إلى التخلص من كل ماهو قديم.