ملخص
مما لا شك فيه أن الطب من المجالات العلمية التي حظيت بقدر كبير من التقدم ، فهي مهنة إنسانية وأخلاقية وعلمية مقدسة لها أهميتها الدائمة، وينشأ عنها علاقة بين المريض والطبيب ، فالعلوم الطبية تطورت تطورا مذهلا وصلت اليوم إلى ما يشبه الانفجار العلمي ، يفرض علينا ان تتعامل مع معطيات هذه التطور حتي نلاحقه بسرعة ونسير في ركابه فقد استحدث رجال الطب الكثير من التقنيات الطبية التي لم يكن للطب سابق عهد بها ، ومن بينها تقنية التلقيح الصناعي الذي يعتبر أحد تطورات التقدم العلمي بوجه عام والتقدم الطبي بشكل خاص الذي سرعان ما تطورا وانتشرا وأصبح من العمليات التي وصلت إلى المجتمعات العربية حديثا ومنها في مجتمعنا الليبي فقد أصبحت في الأواني الاخيرة ظاهرة متعارف عليها في معظم مؤسسات الطبية الليبي ، حيث يضطر الطبيب في بعض الحالات والأوضاع النادرة إلى الالتجاء للتلقيح الصناعي كتدبير نهائي للتخلص من العقم القابل للعلاج وذلك كوسيلة للتغلب علي عجز الزوجين او احدهما أو كليهما عن إتمام عملية الاخصاب لإنجاب الاطفال بشكل طبيعي يتم ذلك بأجراء التلقيح بين سائل المنوي للرجل وبويضة المرأة عن غير الطريق المعهود والمتعارف عليها، وهو الجماع بين الرجل والمرأة ، ان ظاهرة التلقيح الصناعي ليست حديثة النشأة بل انها قديمة تضرب بجذورها في أعماق تاريخ الإنساني لقد بحث العلماء قديما عن إمكانية حمل المرأة بغير ملامسة من الرجل إذا وصل مني الرجل بطريقة ما الي رحم المرأة فقد قدم ابن خلدون في مقدمته الشهيرة وهو يتحدث عن الكيمياء عند الاقدمين _ يسلم بتخليق الكائن الحي من المني وذلك بعد احاطة الدقيقة التامة بأجزاء ونسبة جزيئات البيئة التي تم فيها التخليق ، وانما المتعذر ان هناك قصور في العلوم البشرية عن اجاد البيئة المناسبة لتخليقه ونموه ومن تهيئة المناخ والبيئة ومن معرفة نسب الجزيئات لتخليق الانسان من المني خارج الرحم ( العلامة ابن خلدون (1983 : 107-108) ومن العلماء الآخرون الدين اهتموا بهذا المجال فلاسفة الاسلام كابن سيناء والفارابي وطغراني فقد أشاروا الي انه يمكن تخليق الانسان في بيئة الطبيعية و يقصد بالبيئة الطبيعية الرحم وهذه ما توصل اليه العلم الحديث الآن من اجاد وتهيئة البيئة المناسبة لتخليق الانسان بطريقة غير معتاد عليها ومعرفة نسب الجزيئات الصحيحة وهذه ما يسمي اليوم بتلقيح الصناعي الا ان هدة البحث ركز علي ظاهرة التلقيح الصناعي في مجتمعنا الليبي الذي باتة منتشر في سنوات الأخيرة لسهولة حل مشكلة العقم القابل للعلاج خاصة ان عدم القدرة على الإنجاب قد تسبب عائق كبير لاستمرار الحياة الزوجية ، لذلك تتناول في هذه الدراسة الاستطلاعية أراء المجتمع الليبي حول هذه الظاهرة التلقيح الصناعي لذلك ستكون الدراسة مكونة من خمس فصول: يدرس الفصل الأول المشكلة والأهمية والأهداف والتساؤلات والمصطلحات ومجالات الدراسة أما الفصل الثاني مخصصا للإطار النظري متمثلاً في الدراسات السابقة و أدبيات الدراسة النظريات المفسرة لذلك، وسيتطرق الفصل الثالث إلى الإجراءات المنهجية المتبعة من حيث المنهج ومجتمع الدراسة وعينة الدراسة و الأساليب الإحصائية المستخدمة ويتناول الفصل الرابع تحليل نتائج الدراسة، أما فيما يلخص الفصل الخامس فيشمل النتائج والتوصيات والمقترحات التي توصلت إليها الدراسة و المصادر والمراجع.