ملخص
أجريت تجربة حقلية في محطة الأبحاث والتجارب بكلية الزراعة - جامعة طرابلس خلال الموسم الزراعي 2017-2018، بهدف تحديد الأسس الفسيولوجية للتحسن الوراثي في القدرة الإنتاجية لأصناف القمح الطري الليبية منذ سنة 1956. استعمل في هذه الدراسة عشرون صنفا من القمح الطري استنبطت وأدخلت إلى ليبيا في فترات زمنية مختلفة. أظهرت النتائج تفوق أصناف أبوالخير، جامينيا ومبشرة 18 في وزن الحبوب (511، 448 و 360 جم بالمتر المربع) على التوالي، على باقي الأصناف الداخلة في الدراسة. اتضح أن المكون الفسيولوجي الرئيسي الذي يفسر القدرة الإنتاجية العالية لهذه الأصناف كان الإنتاج البيولوجي (R2 = 0.87, P ˂ 0.01)، وليس دليل الحصاد. أشارت النتائج إلى أن عدد الحبوب بالمتر المربع كان مكون الإنتاج الرئيسي الذي ارتبط ارتباطا موجبا وعالي المعنوية بوزن الحبوب بالمتر المربع (R2 = 0.73, P ˂ 0.01) وأن هذه الزيادة في عدد الحبوب بوحدة المساحة أعزيت أساسا لعدد السنابل بالمتر المربع(R2 = 0.89, P ˂ 0.01) وعدد الحبوب بالسنبلة (R2 = 0.69, P ˂ 0.01). إن المكون الرئيسي الذي ارتبط بعدد الحبوب العالي بالسنبلة كان عدد الحبوب بالسنيبلة (R2 = 0.79, P ˂ 0.01)، ولم يكن لطول السنبلة أو عدد السنيبلات الخصبة بها أي أهمية تذكر في دعم زيادة عدد الحبوب بالسنبلة. أشارت النتائج إلى أن الزيادة في القدرة الإنتاجية لم ترتبط معنويا بتاريخ استنباط وإدخال هذه الأصناف للبلاد، فمثلا؛ الصنف جامينيا الذي أدخل للبلاد سنة 1975 تفوق في قدرته الإنتاجية على الصنف بحوث 210 الذي اعتمد سنة 2005 (448 و 287 جم بالمتر المربع) على التوالي، ولكن من جهة أخرى اتضح أن هناك مؤشر للزيادة في متوسط وزن الحبة كأحد صفات الجودة مع تاريخ استنباط وإدخال الأصناف الداخلة في التجربة. يستخلص من هذه الدراسة أهمية السعي في زيادة القدرة الإنتاجية لأصناف القمح الطري الليبية عن طريق زيادة الإنتاج الحيوي مع المحافظة على مستويات دليل الحصاد المحققة، وأن تطوير عدد الحبوب بالسنيبلة كدليل انتخاب مهم في برامج تربية النبات المختلفة هو الوسيلة الأكثر كفاءة لزيادة عدد الحبوب بوحدة المساحة.