ملخص
الحمد لله ربِّ العالمين, والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين, سيِّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد, فالفقه الإسلاميّ من أهمِّ ميادين العلوم الشّرعيّة، وقد جاءت الأدلّة متضافرة في الحثّ على التّفقه في دين الله, ومعرفة أحكام الشّريعة، يقول تعالى: ﴿فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ ﴾، ومن هنا رأيت أن أكتب في هذا التخصص، وذلك من خلال تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، وجعلته تحت عنوان: من أحكام الأطعمة والأشربة في "تفسير القرآن العظيم" للحافظ ابن كثير دراسة فقهيّة مقارنة أهمّيّة الموضوع: أهمّيّته: تكمن في أنّ "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير يُعدّ من أشهر ما دُوِّن من كتب التّفسير الّتي اهتمّ بالأحكام الفقهيّة, ففسَّر القرآن بالقرآن, ثمّ بالأحاديث والآثار المسندة إلى أصحابها، من صحابة وتابعين, إلى جانب اعتنائه بالرّواية عن مفسِّري السَّلَف، مع الكلام عن الرّواة جرحًا وتعديلًا. ومؤلِّفه فقيهٌ ومحدّثٌ ومؤرّخٌ ومفسّرٌ, خرّج وألّف وناظر وصنّف وفسّر؛ لذا كان اختياري لموضوع الأطعمة والأشربة من تفسيره. حيث إنّ أحكام هذا الموضوع تمسّ وتؤرِّق حياة كلّ مسلم؛ فيحتاج إليه, ويعرف ما أُحلّ له, وما حُرِّم عليه, ونحن جميعا نعلم أنّ الأعيان -من أطعمة وأشربة- الأصل فيها الحلّ والإباحة إلا ما ثبت النهي عنه بدليل, بأن بانت فيه مفسدة ظاهرة متحققة. وقد وضّحت أحكام هذا الموضوع ومسائل, وما يتعلّق به من حلٍّ وحرمة. وقسمتُ هذا البحث في موضوع: "من أحكام الأطعمة والأشربة" في "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير إلى مباحث ومطالب ومسائل, ثمّ أتيت على رأي ابن كثير في كلِّ مسألة ذكرها, وما دوّنه فيها من آراء الأئمّة حولها, فإن لم يذكر آراءهم ذكرتُها, وحاولتُ قدر الإمكان التّرجيح فيما بينها. ومرادي بالأئمّة كلّما وردت: الأئمّة الأربعة. وقد اشتمل هذا البحث على مقدّمة ومبحثين وخاتمة وثبت للمصادر والمراجع. أمّا المقدِّمة فقد اشتملت على: الموضوع, وأهمّيّته, ودوافع اختياره, والمنهج الّذي سرت عليه. أمّا المبحثان فهما: المبحثِ الأوّل- من أحكام الأطعمة, واشتمل على مطلبين: المطلب الأوّل - ما يحلّ أكله من الأطعمة لذاته أو لضرورة. المطلب الثّاني- ما يحرم أكله من الأطعمة. المبحثِ الثّاني- من أحكام الأشربة, واشتمل على مطلبين: المطلب الأوّل- ما يحلّ من الأشربة. المطلب الثّاني- ما يحرم من الأشربة. أمّا الخاتمة فذكرت بعض النتائج الّتي توصّلت إليها.