ملخص
يخلص بحث بلاغة العدول في التعبير القرآني إلى نتئج عدة منها: • كلما تعاهد المرء النص القرآني بالدرس والبحث والتأمل، تكشّفت له أسرار، وظهرت أمامه لطائف بلاغية وفوائد، ولا أدل على ذلك ما تسنى الوقوف عليه من بلاغة أسلوب العدول في هذه السورة القصيرة. • معرفة العرب القدامى لأسلوب العدول الذي أحذ تسميات حديثة عدة منها: الانحراف، الانزياح، الانتهاك. • التأكيد على ما ذهب إليه بعض القدامى والمحدثين من أن أسلوب العدول هو أسلوب دقيق، يحتاج صاحبه لملكة خاصة، ومهارة عالية؛ ليكون عدوله من مفردة إلى أخرى، أو من أسلوب إلى آخر، بيانا وتحسينا. • تعددت أدوات العدول وأساليبه في سورة الضحى، سواء في اللفظة المفردة، أم في فواصل الآي، أم في الأسلوب، أم في الجملة، فكان العدول للذكر مثلا مناسبا في مواضع، كذكر الكاف في قوله: وَدَّعَكَ ، بينما كان العدول إلى الحذف – وهو نقيضه – هو الأنسب في مواضع أخرى، كحذف الكاف من قَلَى . • إن معالجة النص القرآني بالتحليل والتأويل – من خلال سورة الضحى – تحتاج من الباحث والدارس أن يضع بعين الاعتبار مناسبة السورة وسياقها؛ لأن ذلك يساعد على كشف بعض الرموز والمصطلحات التي لا يفيد التفسير وحده للوقوف على المراد منها، وإنما تحتاج تأويلا كما هي الحال في تأويل كلمة ( الضحى ) بإشراقة الوحي من جديد بعد احتباسه مدة؛ لذلك كانت توجيهات شهاب الدين الألوسي ( ت 1270 هـ )، وتأويلاته لطيفة في مواضع عدة. • كان الغرض الأساس من السورة هو الحنوّ على الحبيب المصطفى ، وتطمينه، وكان نزولها نصرا لدينه وتثبيطا للمشركين الذين ظنوا أن الوحي انقطع إلى غير رجعة؛ لذلك كانت كلماتها وأساليبها تتراوح بين الحنو والإيناس للرسول والمسلمين، وبين التقريع والتثبيط للكفار والمشركين. • ما زال النص القرآني، ويبقى، حقلا خصبا للبحث والدراسة، فهو معجزة زمانه وكل زمان، تغري الباحثَ أغوارُه، وتدهشه أسرارُه، ومثل سورة الضحى كشفت بعض تلك الأسرار، منها استعمال الرمز الذي يشرحه السياق، كالرمز بالليل إلى احتباس الوحي وإبطائه، والإشارة بالسائل لطالب العلم.