مدى احتواء مناهج العلوم بالشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي على المهارات الحياتية

تاريخ النشر

2015-1

نوع المقالة

مقال في مجلة علمية

عنوان المجلة

المؤلفـ(ون)

محمد على عبدالسلام الساحلي

ملخص

المقدمة: - يعيش العالم اليوم أزهى عصوره العلمية والتكنولوجية ويحقق بذلك أعلى مُستويات التميز في معظم نواحي الحياة، فمما لا شك فيه ان هذا التقدم المذهل، أصبح يشكل عبئا كبيرا على كثير من الناس، مما يندر بما أسماه البعض بصدمة المستقبل وهذا راجع إلى عدم مواكبة عجلة التقدم , فلا يخفى على أحد أن العديد من المشكلات الحياتية التي تواجه الفرد ترجع في أساسها إلى قلة الخبرة وسوء التعامل معها, كما أن المجتمعات اليوم تواجه تحديات وتحولات أهمها الثورة المعلوماتية وثورة الاتصال ولكي تعمل التربية بشكل حقيقي على مسايرة التقدم العلمي والتكنولوجي، فإن عليها التوجه نحو إكساب المهارات الحياتية اللازمة للمواطن المتنور علميًا وتكنولوجيًا، حيث أصبح من الأهمية دمج المهارات الحياتية في المناهج التعليمية لإعداد مواطن قادر على المواجهة في كل الظروف والمستجدات وحيث أن المواجهات تكسب الانسان مزيدا من المعلومات بذلك تعد عملية اكتساب المهارات الحياتية من النواتج الهامة للمناهج المعاصرة في شتى المراحل الدراسية، وهذا يرجع إلى أن التربية معنية بشكل أساسي بإكساب المهارات الحياتية التي تؤهل التلاميذ لمعايشة الحياة اليومية , وتمكنهم من العمل والمشاركة في العملية التنموية ولهذا كان لزاماً على مناهج العلوم تضمين العديد من المشكلات والمواقف البيئية الملحة والتي تدعو إلى التأمل والدراسة، نظرا" لما تتسم به الحياة المعاصرة بالتعقد بحكم التطور التكنولوجي الهائل، الأمر الذي قد يساعد في تحقيق التكامل في إعداد التلاميذ من النواحي العملية والتطبيقية. ونظراً لأهمية المهارات الحياتية فقد تناولها بالدراسة العديد من الباحثين الذين حاولوا إبراز أهميتها وضرورة أن يكتسبها كل متعلم ، وإبراز اثر استخدام أساليب وأنشطة مختلفة لتنمية هذه المهارات ، حيث قام عبدالكريم السوداني وعباس فاضل المسعودي بدراسة بعنوان دراسة تحليلية لكتب علم الأحياء للمرحلة المتوسطة في ضوء المهارات الحياتية 2011 وقد هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مدى تضمين كتب علم الأحياء للمرحلة المتوسطة للمهارات الحياتية وتوصلت الدراسة من خلال نتائج البحث أن كتب علم الأحياء للمرحلة المتوسطة قد اختلفت في تناول المهارات الحياتية ، إذ إن كتاب الصف الثالث المتوسط هو الأكثر اهتماماً بالمهارات ، كما اختلف كل كتاب في مدى تناوله مجالات المهارات الحياتية ، إذ حظي مجال المهارات الصحية بالاهتمام الأكبر ، في حين كان مجال المهارات البيئية الأقل اهتماماً ، ولوحظ أيضاً غياب التكامل والتنسيق والاستمرارية بين موضوعات كتب علم الأحياء فيما بينها . كما قام جبرائيل بشارة بإجراء دراسة بعنوان إدماج بعض المهارات الحياتية المعاصرة في مناهج التعليم ( الحوار وإكساب التلاميذ مهاراته الحياتية ) 2009 وقد هدفت الدراسة إلى تقديم إطار نظري لمفهوم الحوار وشروطه وكيفية تشكيله في مؤسساتنا التربوية , و تقديم أنموذج تطبيقي لإدماج هذا المفهوم في مناهج التعليم الأساسي، صالح للمحاكاة في مواد دراسية متنوعة , وتمثلت أهمية الدراسة في أنها تقدم في آنٍ معا تصوراً متكاملاً نظرياً وعملياً لإدماج مهارة الحوار في مناهج التعليم الأساسي وأساليبه , وتقديم أنموذجا تطبيقياً صالحاً للمحاكاة في مواد دراسية متنوعة، في صيغة دروسٍ مصممة وفق المدخل السلوكي في التدريس متكامل البنية، بدءاً من النقاط التعليمية ومروراً بالأهداف السلوكية واستراتيجيات التدريس وانتهاءً ببنود التقويم , كما أنها تأتي تلبية للاتجاهات التربوية الحديثة التي أوصت بها المنظمات العربية والدولية المعنية بالشأن التربوي . وفي دراسة أخرى أجراها خليل صالح بعنوان تطوير مناهج علوم الصحة والبيئة في التعليم الأساسي المتوسط بفلسطين في ضوء المهارات الحياتية سنة 2008 والتي استهدفت إجراء تقويم شامل لمناهج علوم الصحة والبيئة بالمرحلة الأساسية والمتوسطة في ضوء المهارات الحياتية , واقتصرت حدود الدراسة على مناهج علوم الصحة والبيئة بالمرحلة الأساسية والمتوسطة , وعلى وضع مخطط هيكلي لمنهج علوم الصحة والبيئة , وبعد تطبيق الاختبار القبلي والبعدي وجد أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات الطلاب للمكون المعرفي للمهارات الحياتية والواردة بالوحدة المطورة لصالح الاختبار البعدي . وقد قامت شيماء صبحي بإجراء دراسة بعنوان تنمية بعض المهارات الحياتية والاتجاه نحو مادة العلوم لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية باستخدام مصادر التعلم المجتمعية 2006 . وفي ضوء ذلك تبين للباحثان مدى أهمية تضمين المناهج التعليمية للمهارات الحياتية , لاسيما مناهج العلوم لما لها من دور أساسي في شتى مجالات الحياة , كما أن المناهج الدراسية تعتبر من أهم الوسائل الفعالة لتحقيق أهداف التربية المرجوة ، وتعمل كمرآة تعكس لنا تطلعات وآمال المجتمع. تساؤلات الدراسة: تسعى هذه الدراسة للإجابة عن التساؤلات الآتية: س1: ما المهارات الحياتية اللازمة لتلاميذ الشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي في مناهج العلوم ؟ س2: ما مدى احتواء مناهج العلوم بالشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي على المهارات الحياتية؟ أهداف الدراسة : تهدف هذه الدراسة إلى : 1. التعرف على المهارات الحياتية اللازمة لتلاميذ الشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي. 2. التعرف على مدى احتواء مناهج العلوم بالشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي على المهارات الحياتية. أهمية الدراسة: تتجلى أهمية الدراسة في جملة النقاط التالية: 1. تقدم معياراً صادقاً للمهارات الحياتية في مناهج العلوم بالشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي. 2. معرفة مدى احتواء مناهج العلوم بالشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي على المهارات الحياتية. 3. تأتي تلبية للاتجاهات التربوية الحديثة التي تهدف إلى الاهتمام بالمهارات الحياتية. مصطلحات الدراسة : المهارات الحياتية: هي مجموعـة المهارات المرتبطة بالبيئة التي يعيش فيها المتعلم، ويتعلمها بصورة مقـصودة عـن طريـق مروره بخبرات منهجية تكنولوجية، تعينه على مواجهة المواقف والتحـديات"، وتتمثـل تلـك المهارات في الدراسة الحالية مهارات بيئية، مهـارات الـسلامة والأمان، مهارات صحية، مهارات تكنولوجية، ومهارات يدوية ,ومهارة حل المشكلات. جاء تـناول محتوى كتب العلوم بالشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي للمهارات الحياتية المدرجة في القائمة التي تم إعدادها سابقاً متفاوتاً بين ضعيفاً وقوياً بدرجة ملحوظة، كما هي موضحة أدناه. الصف السابع الفصل الأول كانت نسبة احتوائه على المهارات الحياتية هي (43.1%) الصف السابع الفصل الثاني كانت نسبة احتوائه على المهارات الحياتية هي (41.2%) الصف الثامن الفصل الأول كانت نسبة احتوائه على المهارات الحياتية هي (40%) الصف الثامن الفصل الثاني كانت نسبة احتوائه على المهارات الحياتية هي (40.2%) الصف التاسع الفصل الأول كانت نسبة احتوائه على المهارات الحياتية هي (53.7%) الصف التاسع الفصل الثاني كانت نسبة احتوائه على المهارات الحياتية هي (45.8%) ومن هذه النتائج يستنتج الباحثان أن احتواء مناهج العلوم بالشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي يعتبر ضعيفاً نسبياً.