ملخص
المستخلص تعد الأسعار أهم المؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها في متابعة وتحليل المتغيرات الاقتصادية لدى متخذي القرارات الاقتصادية والسياسية، باعتبار أن عدم استقرارها يعطي مؤشراً سلبياً عن حالة الاقتصاد الليبي، فضلاً عن كون متابعة حركتها وتشخيص حالات عدم الاستقرار يبعد الاقتصاد القومي عن التعرض للأزمات الاقتصادية التي قد تلحق الضرر بسير النمو الاقتصادي، وأدى النزاع المستمر في ليبيا إلى تدهور حاله الأمن الغذائي حيث كان 24 % من النازحين غير أمنين غذائيا وما يصل إلى 62 % معرضين لخطر الإصابة بانعدام الأمن الغذائي وتعتبر الأسر التي تكون فيها النساء هن المعيلات هي الأكثر تضررا، حيث تقوم ببيع ممتلكاتها الثمينة، بالإضافة إلى تقليلها لكميه الأغذية المستهلكة وتتناول فى نفس الوجبات ولاتهتم بالنوعية، وقد فرض الصراع فى ليبيا ضغوطا على الحالة الاقتصادية المتدهورة أصلا . استهدفت هذه الدراسة عينة عشوائية من مدينة طرابلس لمعرفة مدى تأثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية على الأمن الغذائي عن طريق استبانه ورقية و الكترونية تحتوي على 28 سؤال تم توزيعها على 200 شخص منهم 49.5% إناث و 50.5% ذكور؛ أعمارهم من20 إلى أكثر من 40 سنة، و نظرا لأزمة السيولة التي تمر بها البلاد منذ قرابة السنتين فإن 42% من أفراد العينة يحصلون على أقل من 500 دينار شهريا، و 18.5% فقط يحصلون على أكثر من 1000 دينار شهريا، و 40% يتراوح ما يحصلون عليه من المال (القابل للسحب شهريا) ما بين 500-1000 دينار، أما ما ينفقونه على الغذاء شهريا أجاب 35%، 21%، 27% و 48.5% بأنهم ينفقون 200 أو أقل، و ما بين 201-400 و ما بين 401-600، و أكثر من 600 دينار ليبي على التوالي، و أجاب 90%منهم بأن طريقة شرائهم للغذاء تكون نقدا و 10% عن طريق بطاقة السحب الذاتي ،هذه المشكلة أدت إلى تقليص عدد الوجبات الغذائية المتناولة في اليوم بين أفراد عينة الدراسة، فأجاب 4.5، 27، 58.5 ، 10% بأنهم يتناولون وجبة واحدة، وجبتين، ثلاث وجبات و أكثر من ذلك على التوالي؛ نتيجة لعدم توفر السيولة الكافية لشراء الغذاء، كما أثرت الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد على المتناول من الخضروات و الفواكه و اللحوم و الحليب بين أفراد عينة الدراسة، حيث أجاب 37، 11.5،45،44% بأنهم يتناولونها بشكل يومي على التوالي؛ لأسباب اقتصادية بنسبة 47.2% مما يدل على أن أفراد العينة يعتمدون على الأغذية النشوية بسبب رخص ثمنها و يتجنبون الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية لارتفاع أسعارها وعدم توفر السيولة الكافية لشرائها مما سيؤدي إلى إصابتهم بإحدى أمراض سوء التغذية وهذا طبعا يتنافى مع تعريف الأمن الغذائي . استنتج من هذه الدراسة أن 66%و63%من أفرادها أثر سعر الغذاء على نوع و كمية الوجبة التي يستهلكونها على التوالي وهذا يعني أن للأسعار تأثير كبير على نوع و كمية و حجم الوجبة التي يستهلكها الأفراد و بالتالي قد تهدد أمنهم الغذائي،أما 78% قاموا بتقليل استهلاك المشروبات،العصائر و الوجبات السريعة بسبب ارتفاع أسعارها بينما 22% منهم لم يقوموا بذلك و هذا أحد إيجابيات ارتفاع الأسعاروانخفاض الدخل المتاح على الصحة العامة للمستهلكين، و لهذا كان الهدف من هذه الدراسة هو تسليط الضوء على مشكلة ارتفاع أسعار المواد الغذائية و علاقتها بالأمن الغذائي.