ملخص
الغدة الدرقية هي تلك الغدة الصماء التي تقع في الوجه الأمامي من العنق تحت بروز الحنجرة (تفاحة آدم) مباشرة (ولا تلاحظ إلا بعد أن يزداد حجمها عن الطبيعي)، والتي تتحكم في كثير من وظائف الجسم الطبيعية الهامة .يعداليود من المعادن التي يحتاجها الجسم بكميات معتدلة ويساعد هذا المعدن في عملية أيض الدهون، وهو ضروري للنمو الجسدي والعقلي، حيث يحمي الغدة الدرقية من التضخم ويحثها على إفراز كلا من T4,T3 الخاص بعملية ايض الدهون، وأي خلل يحدث في عمل كلا الهرمونين يؤثر على أداء الجسم عموماً.يؤدي انخفاض نسبة معدن اليود في الجسم إلى تضخم الغدة الدرقية، ويتسبب في حدوث خلل عقلي لدى الأطفال، والأخطر من ذلك ارتباطه الوثيق بسرطان الثدي، وعندما يفتقر الجسم إلى اليود يشعر الإنسان بالتعب والخمول وزيادة في الوزن ، ومن أهم مصادر اليود: (السلمون، السردين، التونة، كبد البقر، البيض، الفستق، الثوم، الفاصوليا، الفطر، السمسم، السبانخ، الخس والحبوب الكاملة). ويلاحظ ان الإكثار من تناول اليود يؤدي إلى الإسهال , التقيؤ والطفح الجلدي، ويرهق الغدة بأن تعمل أكثر مما يجب. كما يوجد عدة أسباب تؤدي لتضخم الغدة الدرقية، أهمها نقص اليود حيث تفرز الغدة الدرقية هرمونين أساسيين هما التيروكسين T4) thyroxin) والتيرونين الثلاثي اليود T3) tri-iodo thyronin)، وهما المسؤولان عن تنظيم عملية الاستقلاب (الأيض) وتوزيع الطاقة الغذائية، كما يحافظان على حرارة الجسم الداخلية، ويتحكمان في نبضات القلب، ويدخل عنصر اليود بشكل أساسي في تركيب كلا الهرمونين, فإذا نقص اليود في الغذاء والشراب، اجهدت الغدة فوق طاقتها في إفراز هرمونيها الرئيسيين ما يؤدي لتضخمها, ولعل هذا هو السبب الأساس لتضخم الغدة الدرقية معظم الحالات. في السنوات الاخيرة تم ايجاد حل لهذه المشكلة (Endemic goiter) الذي يكون اساسا ناتجا من نقص عنصر اليود في الوجبة الغذائية من خلال تدعيم ملح الطعام بعنصر اليود بمقدار 1.5 غرام (تقريبا 1/4 ملعقة صغيرة)لكل 1كجم من ملح ( (large packs . الجدير بالذكر أن تناول ما يكفي من عنصر اليود أمر في غاية الأهمية، خاصة للنساء الحوامل والأطفال، ومصادره هي ملح الطعام المعزز باليود، وأسماك وأعشاب البحر، والخضار والفواكه ومشتقات الحليب . يحدث فرط النشاط عندما تفرز الغدة الدرقية كميات فوق المعدل من الهرمون الدرقي، ولعل أشهر سبب لهذا الاضطراب مرض مناعي- ذاتي يدعى داء غريفز Graves' disease، وفيه يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية (وكأنها دخيلة على الجسم) ويدعوها لإفراز كميات كبيرة من الهرمون الدرقي وغياب ملحوظ لهرمون TSH، مما ينتج عنه تضخم الغدة، إلى جانب أعراض أخرى للمرض مثل جحوظ العينين. داء هاشيموتو Hashimoto's disease وهو كذلك مرض مناعي- ذاتي، لكن بدل تحريض الغدة على إفراز المزيد من الهرمون الدرقي، يؤدي لتخريبها، مما يؤدي الى نقص كمية الهرمون في الدم، ويدعو لضخامة الغدة (بتحفيز من الغدة النخامية) لتعويض هذا النقص. وفي هذه الدراسة تم دراسة 900حالة ذات أعمار مختلفة وأخدت نتائج تحاليل كلا من T4 , T3 TSH, باستخدام تقنيات chemiluminescence immunometric assay وجدت أن 7.3% حالات اصابة لدى النساء ,6.4% تعاني من ارتفاع هرمونات الغدة الدراقية T3 , T4 و 0.8% , TSHتعاني من انخفاضهم . في حين وجد أن 1.11% من الرجال يعانون من ارتفعها و 0.2% حاله من رجال يعانون من نقص هرمونات الغد الدرقيه و TSH . و تم الاستنتاج بأن النساء اكثر عرضة من الرجال بمعدل 5- 10 مرة , والأسباب ليست واضحة حتى الان ولكن هناك مؤشرات وحقائق يرجح بأن تكون لها صلة منها : 1- تأثير الهرموني لهرمون الاستروجين وذلك قبل سن البلوغ أو بعد فترة طويلة من انقطاع الطمث. 2- أسباب جينية Genetic اي حدوث خلل في تركيب البروتين المسؤول على تركيب الهرمونات الغدة الدرقية . 3- نقص المناعة خلال الحمل نتيجة لذلك يتغير وظيفة الغدة الدرقية ولكن تعود الي وضعها بعد الولادة ولكن في بعض الحالات تفشل.