ملخص
انطلاقاً من هذا المبدأ للحاجة الملحة لفهم أساسيات الاستثمار في الأسواق المالية والتعرف على طبيعة وبيئة هذه السوق، يأتي هذا الكتاب بعد إصدار كتاب (مبادئ التمويل)، وهو الكتاب الأول في سلسلة "التمويل والاستثمار"، والذي يحمل عنوان "الأسواق المالية" مع عرض لتجربة سوق المال الليبي، لسد بعض النقص في المراجع التي من الممكن أن تكون مرجعاً ومصدراً للباحثين والمهتمين بهذا الشأن. آملين من المولى عزّ وجلّ أن يوفقنا لما فيه الخير والصّلاح لبلدنا ومجتمعنا، وكلنا أمل بأن يلبي ولو جزءً يسيراً من متطلبات المهتمين. يستهدف الكتاب طلبة الجامعات والدراسات العليا الذين يرغبون في تعلم المزيد في مجال الأسواق المالية، والأهم هو مساعدة المستثمرين في مجال الاستثمار في الأسواق المالية على اتخاذ قرارات أفضل، والذين لديهم اطلاع نظري في مجال كهذا، والهدف من هذا الكتاب هو تحسين الخبرة التعليمية لهؤلاء المعنيين، خصوصاً أن الكتاب يتناول ما يخص الأسواق المالية، ويعرض تجربة سوق من أسواق الدول الناشئة وهي تجربة سوق المال الليبي، والمواضيع الخاصة والمهمة في مجال الاستثمار في الأسواق المالية بأسلوب مُبسط سلس مع توسع في بعض المفاهيم الاستثمارية الخاصة بالأسواق المالية. يعرض الفصل الأول من الكتاب وبشيءٍ من التفصيل مفهوم الأسواق المالية ومراحل تطورها التاريخية ومتطلبات تأسيسها. كما يحتوي أيضاً عرضاً شاملاً لتصنيف أسواق المال على أُسس مختلفة و رُؤى متعددة. ويستعرض الفصل الثاني أهم أدوات الاستثمار التي يتم تداولها في تلك الأسواق، وسيتم التركيز بشكلٍ أكبر على أدوات الاستثمار المتداولة في سوق رأس المال، بالإضافة إلى عرض موجز لأهم المخاطر التي يتعرض لها المستثمرون في الأوراق المالية، وكيفية تقليل هذه المخاطر. وبعد هذا العرض لأهم أدوات الاستثمار المالي المتداولة في الأسواق المالية، بات من الضروري البحث عن أداة أو مقياس للتعبير عن حركة هذه الأوراق، حيث تناول هذا الفصل أيضاً مؤشر سوق الأوراق المالية للتعبير عن أداء وحركة الأسواق المالية. و يناول الفصل الثالث أهم إجراءات التعامل في الأسواق المالية، موضحاً أهم تصنيفات الأوامر التي يتخذها المستثمرون بشكل يومي لإتمام صفقات بيع وشراء الأوراق المالية، كما تمّ عرض بعض المفاهيم الإجرائية كالادراج، والقيد والإيداع المركزي، وصندوق ضمان التسويات، وصولاً إلى الهدف المنشود للأطراف المتعاملة بالأسواق المالية ألا وهو الكفاءة، حيثُ سيتم عرض مفهوم كفاءة السوق وكيفية تحقيقها ومتطلباتها ومستوياتها المختلفة، ثُمّ مفهوم سُيولة السُّوق وأهم خصائص السيولة في أسواق الأوراق المالية، وسيعرض الفصل كذلك مفهوم صناع السوق ودورهم في تحقيق الكفاءة والتوازن بالسوق المالي. فيما يتناول الفصل الرابع الأزمات أو الصدمات المالية: مؤشراتها، وأسبابها، وأثارها، وطرق أو سبل معالجتها وإدارتها لإمكانية تفاديها مستقبلاً. كما سيُركز هذه الفصل أيضاً على أهم الآليات التي من شأنها أن تُفَّعِل وتُنَّمي دور سُوق الأوراق المالية من خلال جذب المُّدخرات ومن تم توجيهها وتعبئتها نحو الاستثمارات المختلفة، حيث تُعد هذه العملية أحد أهم أهداف سوق الأوراق المالية. أما الفصل الخامس والأخير فيتناول عرضاً موجزاً للتجربة الليبية في الأسواق المالية من خلال سرد مسيرة سُوق المال الليبي، منذُ أن كان مجرد فكرة يتم تناولها في الندوات، والمؤتمرات العلمية، وورش العمل، إلى أن أصبح واقعاً ملموساً، أسهم في خصخصة جزء من بعض المؤسسات المملوكة للدولة الليبية. ودوره في نشر أُسس وثقافة الاستثمار المالي. وما التوفيق إلاّ من عند الله، وهو وليُ التوفيق المؤلفان غُـرة مُحرم 1441هـ - 2019