ملخص
يعد الاهتمام بموضوع مشاركة المرأة في الأعمال التطوعية في الوقت الحالي من الموضوعات الحيوية التي تستوجب الدراسة والبحث، حيث يمثل التطوع من أهم المصادر المتجددة للتنمية، ويعد من المحركات الأساسية لها والعمل التطوعي إذا لم يتم دعمه وتقبله من أفراد المجتمع وجماعاته عن إرادة واقتناع من خلال وعي اجتماعي وثقافي ومراعاة لأهمية الإنسان فإنه ستواجهه صعاب بالرفض وعدم التقدير والاعتراف، وهذه الصعاب ستكون عائقاً ما لم يتم تحيدها عن سبيل العمل التطوعي بشكل عام، بالأخص عندما تكون المرأة هي الساعية وراء اتساع دائرة العمل التطوعي، ما يجعل هذه الصعاب تواجه المرأة في المجتمع الليبي الذي يحد من حركتها في بعض المواقيت وفي كثير من الأماكن، وهنا تكمن المشكلة بين أهمية العمل التطوعي في تطوير وتنمية المجتمع وبين اعتراضات المجتمع على مشاركة المرأة في العمل التطوعي والسبل الكفيلة بمساعدة المرأة للانخراط والمشاركة بإرادة، حيث اتضح من خلال دراسات سابقة على إن هناك عزوف من قبل النساء عن المشاركة في العمل التطوعي، وهذا ما وجه اهتمام الباحثة لإجراء هذا البحث ويهدف هذا البحث الى معرفة أهمية مشاركة المرأة في العمل التطوعي لتنمية المحلي من منظور طريقة تنظيم المجتمع، وترجم هذا الهدف العام إلى مجموعة من الأهداف الفرعية المتمثلة في: 1-معرفة مدى أهمية مشاركة المرأة في العمل التطوعي في المجتمع الليبي. 2-التعرف على الانعكاسات المترتبة على مشاركة المرأة في العمل التطوعي. 3-التعرف على خطط وبرامج الجمعيات الاهلية الى تمكن المرأة من المشاركة في العمل التطوعي. 4-معرفة المعوقات التي تحد من مشاركة المرأة في العمل التطوعي. 5-التعرف على طبيعة الدور الذي من الممكن ان تلعبه الخدمة الاجتماعية وطريقة تنظيم المجتمع للإسهام في تفعيل مشاركة المرأة في العمل التطوعي لتنمية المجتمع. 6-الوصول إلى تصور مقترح في ضوء الوقائع والاستناد إلى الأسس النظرية لتفعيل مشاركة المرأة في العمل التطوعي. الأمر الذي دفع الباحثة إلي طرح التساؤل الآتي: إلى أي مدى يمكن للخدمة الاجتماعية وبخاصة طريقة تنظيم المجتمع أن تسهم في تأكيد أهمية مشاركة المرأة في العمل التطوعي لتنمية المجتمع؛ وتكمن أهمية هذا البحث في انه يتناول موضوعا يفترض وجوب مشاركة المرأة في مناحي الحياة ومناشطها بغية النهوض بالمرأة لأهمية دورها بوصفها كائناً منتجاً ومشاركاً رئيسيا في عملية التقدم والتنميةً، ولمعرفة أهمية هذه المشاركة تم إجراء بحث ميداني لواقع مشاركة المرأة في العمل التطوعي بجمعية الهلال الأحمر الليبي فرع طرابلس، وتم اختيار مجتمع البحث من النساء المتطوعات في الجمعية في فترة إجراء البحث الميداني, وهي الفترة من 1|3|2013 إلى 15|4|2013 وأعُتمد في جمع البيانات على دليل المقابلة للقيادات الإدارية بالجمعية, وعلى استمارة تضمنت عدة محاور منها أهمية مشاركة المرأة في العمل التطوعي_ الانعكاسات المترتبة على مشاركة المرأة في العمل التطوعي_ خطط وبرامج الجمعيات الأهلية لتمكين المرأة من المشاركة التطوعية_ المعوقات التي تحد من هذه المشاركة_ وأخيرا دور الخدمة الاجتماعية في برامج العمل التطوعي. وقد تضمن البحث خمس فصول يضم الفصل الأول الإطار العام للبحث, والثاني يناقش الإطار النظري متمثل في الدراسات السابقة والنظريات المفسرة لموضوع البحث, والفصل الثالث بعنوان العمل التطوعي ومشاركة المرأة في التنمية, والفصل الرابع بعنوان التدخل المهني والعمل التطوعي من منظور طريقة تنظيم المجتمع, المبحث الأول بعنوان الخدمة الاجتماعية ,أما المبحث الثاني فهو بعنوان التدخل المهني في إطار العمل التطوعي, ويحدد الفصل الخامس الإطار المنهجي للبحث ويحتوي المبحث الأول على نبذة عن جمعية الهلال الأحمر الليبي, والمبحث الثاني يتضمن الأساليب المنهجية للبحث, أما المبحث الثالث فيعرض البيانات وتحليلها وتفسيرها وصولاً إلي التوصيات والمقترحات والتصور المقترح. وتوصل البحث إلى إن العمل التطوعي يساهم في تنمية وتطوير المجتمع إلا انه يحتاج لبرامج توعية مكثفة لكي تنخرط المرأة فيه، وخلص أيضاً إلي محدودية مشاركة المرأة في اللقاءات والمناشط ذات العلاقة بالأعمال التطوعية، كما خلص البحث إلي أن هناك تدني وقصور لدور الخدمة الاجتماعية في برامج العمل التطوعي بالرغم من أن أفراد مجتمع البحث أكدوا على أن برامج العمل التطوعي يجب أن يضعها أخصائيون في العمل الاجتماعي، أن الأخصائي الاجتماعي يجب أن يكون من ضمن فريق العمل التطوعي. وأوصى البحث بضرورة توعية المرأة بأهمية المشاركة في العمل التطوعي لتنمية المجتمع من خلال الدورات والمحاضرات والبرامج الثقافية، وإصدار مطويات للتعريف بالبرامج التطوعية التي تنظمها المؤسسات الحكومية وإتاحة الفرصة أمام إسهام المرأة وخلق قيادات جديدة، وأوصى بضرورة تطوير القوانين والتشريعات المنظمة للعمل التطوعي مع الحاجة لتبني استراتيجية لمواجهة احتياجات الجمعيات الأهلية للمتطوعات، والحرص على تنشئة الأبناء على حب العمل التطوعي من خلال قيام وسائط التنشئة كالأسرة والمدرسة والإعلام بدور منسق ومتكامل، ومد جسور التفاهم والدعم بين الجانب الحكومي والجمعيات المهتمة بالمرأة، وتقديم الدعم المالي لها حتى تستطيع الاستمرار في عملها واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتنسيق العمل التطوعي بين الج