ملخص
أن بقاء الجنود فترات طويلة على جبهات القتال أو لحراسة حدود الدولة العربية الإسلامية، كان ضرورة فرضتها سياسة الدولة العسكرية التوسعية في صدر الإسلام. ولكنها ما لبث أن أصبحت وسيلة سياسية للعقاب الجماعي للمدن التي بها معارضة سياسية كالعراق؛ لكسر شوكتها، وإشغالها بالعدو المتربص بها، بدلا من إشغالهم بسياسة الخلفاء وولاة، الأمر الذي شاع في العهد الأموي. ونتيجة لهذا التوجه تداعيات سياسية واجتماعية على أهالي العراق. والبقاء فترات طويلة في حدود أرض العدو في ظروف قاسية بعيدًا عن عائلاتهم ومواطنهم. فضلا عن التفكك الأسري وتدهور أوضاع العائلات التي تعرض أربابها للتجمير في الثغور اجتماعيًا وماديًا.