الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية ودورها في تنمية مشاركة الشباب في العمل التطوعي

تاريخ النشر

2010

نوع المقالة

رسالة دكتوراة

عنوان الاطروحة

كلية الآداب - جامغة طرابلس

المؤلفـ(ون)

أبو بكر علي ضو عبد العزيز

ملخص

لقد أصبح تقدم المجتمعات يقاس بمدى فعالية نظمه وخططه وبرامجه في رعاية موارده البشرية، وإذا كانت عناصر الثروة البشرية مهنا تعددت فهي هامة، فان الشباب هم ابرز تلك الموارد أهمية، ذلك لان الشباب هم عتاد المستقبل وعصب النشاط التطوعي في أي مجتمع نظرا لما يمثله من أغلبية سكانية من جانب، ولان التطوع يعتبر ركيزة أساسية للمشاركة في تحقيق أهداف المجتمع من جانب آخر ولتلك الأهمية ولهذه الاعتبارات التي تحتم مشاركة الشباب في العمل التطوعي، إلا أنهم يعزفون عن ذلك لأسباب عديدة منها ضعف الوعي بأهمية العمل التطوعي ومجالاته، وحيث إن مهنة الخدمة الاجتماعية من المهن التي تهتم بتنمية الموارد البشرية وإحداث تغييرات مرغوبة وايجابية في الشباب ومساعدتهم على بناء شخصياتهم واستثمار أقصى ما لديهم من قدرات وتوعيتهم بالعمل التطوعي من خلال تعليمهم قبول الأفكار الجديدة ومن ثم توسيع مشاركتهم لتشمل اغلب مجالات العمل التطوعي، ومن خلال ذلك جاءت فكرة الدراسة الحالية مستهدفة التعرف على دور مهنة الخدمة الاجتماعية في تنمية وعي الشباب بثقافة العمل التطوعي وتعريفهم بمضمونه وأهميته ومجالاته حتى يمكنهم المشاركة فيه وتنمية غيرهم من المواطنين بأهمية تلك المشاركة بذلك تحدد موضوعها في " الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية ودورها في تنمية مشاركة الشباب في العمل التطوعي " وفي ضوء هذه التصورات صممت الدراسة منهجياً لاختبار فرضية أساسية هي : توجد علاقة ايجابية ذات دلالة إحصائية بين الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية وتنمية مشاركة الشباب في العمل التطوعي"، ولقياس هذه الفرضية اعتمد الباحث المنهج التجريبي باستخدام التجربة القبلية البعدية على عينة عمدية من 45 شاب ليبي بنادي القادسية الرياضي الثقافي الاجتماعي بمنطقة بني وليد . ولتحقيق أهداف الدراسة قام الباحث بتصميم وتنفيذ برنامج للممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية معتمداً على عدد من الاستراتيجيات والتكتيكات والمهارات وما يتناسب معها من أدوار مهنية، ولطبيعة الدراسة استخدم الباحث مقياس لتحديد التغييرات الكمية مستوى وعي عينة الدراسة بعد أن تم إخضاعه للخطوات العلمية، إلى جانب اعتماد الملاحظة من خلال الاجتماعات الدورية والزيارات وكافة الأنشطة التي مارسها الشباب، وحللت البيانات والمعلومات بأساليب إحصائية وصفية وإستنتاجية منها اختبار t لدلالة الفروق، ومن ذلك تم استخلاص النتائج ومنها ما يأتي : أكدت نتائج الدراسة على أن هناك تغييرات حادثة في وعي الشباب بمفهوم العمل التطوعي وبأهميته ومجالاته، كما أظهرت النتائج زيادة في وعي الشباب بأدوارهم ومساهمتهم بتوعية المواطنين بالعمل التطوعي، وفي ضوء ذلك يتضح التأثير الإيجابي لبرنامج الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في تنمية مشاركة الشباب في العمل التطوعي على الرغم مما أثبتته نتائج بعض الدراسات السابقة من حيث تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية مثل التعليم والعمر والدخل والمهنة على المشاركة في العمل التطوعي، إلا أن نتائج الدراسة الحالية أظهرت أن تنوع الفئات العمرية وما يرتبط بها من خصائص لم يؤثر على مشاركتها في العمل التطوعي . أكدت نتائج الدراسة على أن برنامج الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية يزيد من معدلات الفهم والإدراك للشباب بمفهوم العمل التطوعي ومجالاته، ومن ثم زيادة التعاون وزيادة الحماس بالمسؤولية الاجتماعية اتجاه المجتمع وقضاياه . توصلت الدراسة إلى إسهام تطبيقي لمهنة الخدمة الاجتماعية في تصور نموذج عملي متكامل قابل للتطبيق تم فيه مراعاة عوامل نجاح المشاركة، وتبين للباحث من خلال تطبيق برنامج الممارسة المهنية ومن تحليل التقارير الدورية وتحليل القياس الكمي أن هذه الدراسة قد حققت أهدافها وأثبتت أن مهنة للخدمة الاجتماعية تستطيع أن تلعب دوراً هاماً في زيادة معرفة ووعي الشباب بالعمل التطوعي في المجتمع. وهذا ما يجعلها تنفرد عن بقية الدراسات السابقة في تحقيقها لهذه النتائج هذا وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات الإجرائية كان أبرزها : الاستفادة من المناهج الدراسية لتبصير الشباب بأهمية العمل التطوعي وتحفيزهم على المشاركة به. تفعيل الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية لرفع مستوى المعارف في ضوء التطورات الحديثة التي يمر بها المجتمع الإنساني ضرورة إيجاد برامج توعية للمواطنين بأهمية العمل التطوعي وبانجازاته المجتمعية لتنشيط الروح التطوعية لدى المواطنين بالمجتمع. العمل على استثمار وسائل الإعلام في الإعلان عن الأنشطة التطوعية وتغطيتها مما يعد حافزاً للشباب للمشاركة في تلك الأنشطة . تفعيل دور المسجد والحث من خلاله على المشاركة التطوعية . توعية الأسر بضرورة تشجيع أبنائها من خلال تنمية مواهبهم وميولهم وذلك عن طريق القنوات الشرعية والمتمثلة في المشاركة في الأنشطة والمشروعات التطوعية تخصيص حوافز معنوية ومادية للشباب الذين لهم دور إيجابي في تفعيل الأنشطة والبرامج التطوعية كذلك للشباب المشاركين فيها ولهم تميز واضح في تلك الأنشطة ودور ملموس في جذب زملاءهم للمشاركة فيها. أما أهم المقترحات فكانت : الاستفادة من تجارب المنظمات في المجتمعات الأخرى والاستثارة بخططها وخبرات روادها في تطوير العمل التطوعي . إقامة وتنظيم معسكرات تطبيقية يتم إعدادها وتنفيذها من خلال الشباب أنفسهم لإكسابهم القدرة على تحمل المسؤولية وتنمية قيمة التعاون فيما بينهم وإتاحة الفرصة للتدريب العملي على كيفية تنفيذ مشروعات تطوعية . يمكن أن يكون من آليات تفعيل المشاركة للشباب ممن في مرحلة الدراسة احتساب درجات في بعض المواد الدراسية مما يحفّز الشباب على المشاركة في العمل التطوعي. العمل على إنشاء مكاتب أو مراكز للتطوع التي عن طريقها يمكن التنسيق بين احتياجات المؤسسات والجمعيات الخيرية ورغبات المتطوعين . منح الشباب المشارك شهادات تقدير عن العمل التطوعي الذي قام به على أن تستخدم هذه الشهادات كأفضلية له عند تقدمه لشغل وظيفة، أو إعفاء أو استثناء من بعض شروط معينة . توظيف كل وسائل الإعلام في زيادة الميزان الثقافي للمواطنين من كل النواحي وتوظيفه في تغيير نظرة المجتمع للعمل التطوعي، وإبراز فوائده في أنه يساهم في رفع مستوى الإنتاج بالنسبة للفرد والمجتمع .