الاحتياجات الإشرافية اللازمة لتطوير الأداء المهني للأخصائيين

تاريخ النشر

2022-7

نوع المقالة

مقال في مجلة علمية

عنوان المجلة

مجلة القرطاس للبحوث الإنسانية و التطبيقية _ مؤسسة الاندلس للثقافة

المؤلفـ(ون)

محمود مصطفى محمد البسكري

ملخص

في ظل ما يتع ر ض له المجتمع من متغيرات على الصعيدين العالمي والمحلي والتي تحددت سماتها في الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي والثقافي على دول العالم، والآخذ بالحرية الشخصية والملكية الفردية في الجوانب الاقتصادية والاهتمام بالمنظمات غير الحكومية، وتنمية الفئات المستضعفة وتدعيمها للمطالبة بحقوقها، و جد ت المهن بمختلف .) تخصصاتها نفسها أمام تحدي من نوع يتعارض مع أساليبها التقليدية ) فرض عليها ضرورة الأخذ بأسباب التحديث، لتطوير أدوات عملها ومناهجها بالقدر الذي يمكنها من مواكبة تلك المتغيرات ومتطلباتها، ذلك لأن ه نجاح وتقدم أي مهنة ي قاس بقدرتها على استيعاب وموائمة ما تقدمه من برامج وخدمات مع واقع احتياجات المجتمع، والخدمة الاجتماعية كأحد هذه المهن تسعى دائ م ا من خلال باحثيها الى إعادة النظر في دراسة أوضاع ممارسيها من آ ن لآخر. خاصة في ظل المشكلات المتعلقة بتكامل الإعداد النظري مع الجانب الممارسي التطبيقي، والذي يتطلب تكام لا يجمع بين تصميم المناهج التي تتلاءم مع التخطيط الفعلي للممارسة المهنية، وواقع المجتمع المعاش من ناحية أخرى، وأي ضا وضع خطط لتقييم الأداء في الممارسة المهنية على كافة مستوياتها الصغرى والكبرى. وذلك للوصول إلى الجودة العالية في نوعية الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين، وذلك لن يكون إ لا من خلال تهيئة الواقع المؤسسي والبيئة الاجتماعية وتحديد طبيعة التوجهات الشخصية لممارسيها والتي تؤثر في سير عملهم بالمؤسسات، وكذلك الإلمام بإجراءات الإنهاء عند تقديم الخدمة للمستفيد. وبذلك ي ع د العنصر البشري هو أساس كل تقدم يمكن أن يتحق ق في المجتمع، وك ل ما كان العنصر البشري أكثر معرفة ومهارة وخبرة ك ل ما كان أداؤه لدوره أكثر تأثيرا في مجالات الممارسة المهنية في المجتمع. ومن هنا تعتمد كفاءة أي منظمة في مجالات النشاط الإنساني ال م تعدد في تحقيق أهدافها على مدى قدرة الأفراد على أدائهم لوظائفهم . لذا كان حرص هذه المنظمات على الاهتمام بالعنصر البشري وتدريبه باستمرار والعمل .) على رفع مستوى أدائه المهني باعتباره من أهم عناصرها ) 2 وإذا كان العنصر البشري هو أساس كل تقدم، فهذا ي و ض ح لنا أهمية مد هذا العنصر بالخبرات والتدريب الذي ي ؤهله لأداء دوره بطريقة إيجابية في خدمة المجتمع من خلال منظماته ومؤسساته المتن و عة في مختلف المجالات. وي ع د الأخصائي الاجتماعي هو المهني المسئول عن ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية في مجالاتها المختلفة، والأداة التي من خلالها يتم تحقيق أهدافها من خلال الالتزام بفلسفتها ومبادئها وأساليبها العلمية، وبالتالي يساهم الأخصائي الاجتماعي مع غيره من المهنيين في تحقيق التنمية المرغوبة في المجتمع. ولع ل تنمية قدرات وإمكانات الأخصائي الاجتماعي كأحد المهنيين العاملين في مجالات المجتمع تأخذ بع د ا مه ما من حيث الحاجة إلى الاهتمام بها تتمثل في أ ن مهنة الخدمة الاجتماعية ما زالت تعتمد على ممارستها على ما للأخصائي الاجتماعي من إمكانات وقدرات شخصية، حيث تلعب شخصية الأخصائي الاجتماعي دو را مه ما في أدائه لعمله المهني، لأ ن الخدمة الاجتماعي ما زالت تتسم بالطابع الفني )المهاري( الذي يعتمد في .) أدائه على شخصية الأخصائي الاجتماعي نفسه ) 3 و ر غم انتشار مهنة الخدمة الاجتماعية بمختلف مجالات الممارسة المهنية كالمجال الطبي، والطب النفسي والفئات الخاصة والجريمة والانحراف والمسنين وتنمية المجتمعات المحلية، وغيرها من مجالات الرعاية الاجتماعية المتعددة، إ لا أ ن ارتباطها الوثيق بالمجال المدرسي والأدوار المهنية التي تؤديها في هذا المجال ظلت وما زالت محو ر ا لاهتمام الدارسين والباحثين في الخدمة الاجتماعية. والخدمة الاجتماعية المدرسية هي جهود مهنية لتوصيل الخدمات المتعددة إلى الطلاب من خلال التعامل مع الأزمات الطارئة ومواجهة المشكلات اليومية البسيطة، واستخدام الجماعات المدرسية لتنمية الشخصية والمهارات. وللممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية المدرسية أهمية بالغة في الوقت الحاضر بزيادة تأثير ال متغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية الحديثة على المجتمع الليبي، والتي انعكست بشدة على النظام التعليمي، فقد وجد ت المدرسة نفسها أمام موقف جديد، فهي أسا س ا مؤسسة تعليمية إ لا أ ن عملائها من الأطفال والشباب أصبحوا يدخلونها محملين بكثير من قضايا ومشاكل المجتمع الحادة من عنف وانحراف وسلبية وتطلعات لا واقعية وغيرها من المشكلات، والتي تؤثر مباشرة على العملية التعليمية، _