ملخص
في ظل استمرار الصراعات الداخلية في ليبيا، وما أسفرت عنه من انقسام حكومي حاد، تعاني المؤسسات التعليمية من تداعيات خطيرة. فقد أدى تصاعد الاشتباكات المسلحة إلى إغلاق العديد من المدارس والجامعات، مما أثر بشكل مباشر على جودة التعليم والمخرجات التعليمية. هذه الظروف الصعبة أوجدت بيئة غير مستقرة، حيث يسعى الطلبة والمعلمون على حد سواء إلى الاستمرار في العملية التعليمية وسط الفوضى. في هذا السياق، تمكنت الجمعية الليبية للجودة والتميز في التعليم من اتخاذ خطوات إيجابية، حيث نظمت سلسلة من الاجتماعات الدورية منذ عام 2018. وقد أسفرت هذه الاجتماعات عن إصدار عدد من التقارير الدورية التي تسلط الضوء على أوضاع الجامعات في البلاد، وتتناول التحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى رصد أهم الممارسات الجيدة المتبعة في بعض المؤسسات. تعتبر هذه الاجتماعات منصة حيوية لتبادل المعرفة والخبرات بين الجامعات، حيث تساهم في تعزيز التعاون وتنسيق الجهود لتحسين جودة التعليم العالي. من خلال مشاركة التجارب الناجحة، يمكن للجامعات أن تستفيد من استراتيجيات فعالة تم تنفيذها في مؤسسات أخرى، مما يساعد على رفع مستوى التعليم في البلاد. تهدف الجمعية الليبية للجودة والتميز في التعليم من خلال مبادراتها إلى بناء شبكة من التعاون بين الجامعات. يسهل هذا التعاون تبادل الممارسات الجيدة ويعزز القدرة التنافسية للجامعات الليبية على المستويين الإقليمي والدولي. كما تسعى الجمعية إلى دعم الجامعات في تطوير استراتيجيات فعالة للتغلب على التحديات التي تواجهها، سواء كانت ناتجة عن الصراعات المستمرة أو غيرها من العوامل. علاوة على ذلك، تتيح هذه الاجتماعات الفرصة للجامعات لمناقشة التحديات المشتركة وتبادل الحلول المبتكرة، مما يعزز من قدرتها على مواجهة الأزمات.