ملخص
يهدف هذا البحث إلى استقصاء دور أعضاء هيئة التدريس في تنمية المهارات النفسية لدى طالبات قسم معلم الفصل بكلية التربية – قصر بن عشير، وذلك في ضوء ملاحظة قصور الاهتمام بتنمية هذه المهارات، رغم أهميتها البالغة في الإعداد النفسي والمهني للطالبة المعلمة. وتكمن إشكالية البحث في ضعف الدعم النفسي والأكاديمي الموجَّه للطالبات، مما ينعكس سلبًا على قدرتهن على التكيف مع ضغوط الحياة الجامعية والتحديات المهنية المستقبلية، وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، مستندة إلى استبيان طُبّق على عينة قوامها 155 طالبة، بهدف تحليل مدى وعي أعضاء هيئة التدريس بأدوارهم النفسية، وتحديد أبرز المهارات النفسية التي تحتاجها الطالبات، مثل ضبط النفس، وتقدير الذات، والمرونة الانفعالية، وتُظهر نتائج البحث أهمية تفعيل الدور الإرشادي والتوجيهي لأعضاء هيئة التدريس، لما لذلك من أثر مباشر في تحسين جودة المخرجات التعليمية وتعزيز جاهزية الطالبات مهنيًا ونفسيًا. وتوصل الباحث في نهاية البحث إلى عدة نتائج من أهمها: 1. يلعب أعضاء هيئة التدريس دورًا مهمًا في خلق بيئة صفية إيجابية تعزز شعور الطالبات بالانتماء، مما يدعم الصحة النفسية . 2. هناك ضعف في الاستماع الفعّال لمشكلات الطالبات وتشجيع التعبير عن المشاعر وطلب المساعدة، مما يؤثر على جودة الدعم النفسي . 3. يساهم أعضاء هيئة التدريس في تنمية مهارات التعاون والتواصل الفعّال، لكن هناك ضعف في بناء علاقات قائمة على الثقة والدعم المتبادل . 4. قصور في إدارة النزاعات وتقديم تغذية راجعة اجتماعية فعالة داخل القاعات الدراسية . بالاعتماد على النتائج المتوصّل إليها، يوصي الباحث بما يلي: 5. شجيع أعضاء هيئة التدريس على تقديم تغذية راجعة إيجابية بشكل منتظم، لما لها من أثر في تعزيز الثقة بالنفس وتحفيز الطالبات على التطور المستمر. 6. اعتماد أساليب تدريس تدعم تنمية الاستقلالية لدى الطالبات وتُعزز من قدرتهن على تحمّل المسؤولية، مما يسهم في إعدادهن لمواجهة التحديات المهنية. 7. العمل على تطوير الخطط الدراسية بحيث تتضمن قدراً من المرونة، تتيح للطالبات اختيار موضوعات تهمّهن ضمن إطار أكاديمي منظم، بما يعزز الدافعية الذاتية والانخراط الفعّال في العملية التعليمية