ملخص
فاللغة العربية هي لغة القرآن الكريم الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِي ا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ ]سورة فصلت: الآية 3 [ لذا فيجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه اللغة واتقانها. واللغة العربية مليئة بالظواهر اللغوية التي تحتاج لمن يدرسها ويبين سر جمالها، ومن بين هذه الظواهر )التناوب بين حروف الجر(. الأصل في حروف الجر أَن يكون لكلِّ حرف منها مكانٌ يحله، ومعنًى يؤدِّيه حين تركيبه مع غيره؛ لأنَّ الحرف بصِفة عامَّة: هو ما دلَّ على معنًى في غيره، غير أنَّ العرَب تتوسَّع فيها، فتقيم بعضها مقام بعض إذا تقاربَت المعاني.) 1 ) وتناوب حروف الجر "بابٌ في العربية دقيق المداخل والمخارج، ويفضي إلى غير قضيَّة، وهو بابٌ يمسك النُّحاةُ منه بطرَف، وأهل البيان بطرف آخر؛ لأنَّه بابٌ يُسَلَّطُ فيه النَّظر على المبنى والمعنى، وللعلماء فيه مذاهب شتَّى، ودروب متباينة، وتأويلات مختلفة، ولك نَّه على ما فيه من عناء ممتع شائق لطيف؛ لأنَّ النظر فيه عمل من أعمال العقل، تنقدح الحقائق للنَّاظر فيه بعد طول تأمل وإمعان نظر، وبعد نفاذ في بواطن المسائل متجاوز الظاهر المكشوف إلى الخفي المستتر") 2 ) وهذا بحثي تتبعت فيها الفعل )دخل( في بعض من الآيات القرآنية التي تعدى فيها الفعل )دخل( بحروف جر مختلفة المعنى. وكانت الدراسة نحوية بلاغية؛ لأن العلاقة بينهما وثيقة قوية، وهذه العلاقة لا يمكن فصلها، فكل منهما يكمل الآخر، إلا أن النحو يبحث في أمور موضوعية من حيث رفع الفاعل ونصب المفعول، أما البلاغة فهي تحافظ على صحة النحو وتزيد عليه من ذوقها وجمالها، فالنحو وصف صوري للغة، والبلاغة وصف لتصرف المتكلم في اللغة.