ملخص
إن استخدام الأنماط الهندسية في الفن هو ميول انساني منذ العصور ماقبل التاريخ فقد استخدمها الإنسان في الرسوم البدائية على جدران الكهوف، وقد عبرت بشكل واضح عن بدايات التجريد وفي أوائل القرن العشرين استخدم الفنانين التجريديين الغربيين للاشكال الهندسية في أعمالهم، وكذلك الفنانون الإسلاميون استخدموا الأنماط الهندسية المعقدة رياضيًا في أعمالهم في معمارهم وزخارفهم. فقد حظيت لغة الهندسة المتجددة في خيال الفنانين الغربيين، وخاصة أولئك الذين يبحثون عن اتجاهات جديدة لاستكشافها في التجريد.امثال الفنان الهولندي بيت موندريان , الفنانة البريطانية بريدجيت رايلي, الفنان الأمريكي جاكسون و والفنان الروسي فاسيلي كاندينسكي . يلجأ العديد من الفنانين إلى الرسم من أجل التعبير عن بعض المفاهيم الأساسية التي يجتهدون من أجلها، ويظهر شكل أو التكوين أو تركيبة تعبر تمامًا عن جوهر بحثهم. غالبًا ما يتم تجاهل أهمية الشكل في الفن, ومع ذلك، فهو جزء مهم وجوهري من كيفية تشكيل الأعمال الفنية، ليس فقط من خلال عملية الإبداع في الرسم ونقل الطبيعي حرفيا ولكن أيضًا من خلال التحليل الفلسفي والتعبير الجوهري . إن أي عمل فني إذا كان لوحة تشكيلية، قطعة موسيقية، قصيدة شعرية او فيلم سينمائي يحتوي شكلا ومضموناً.فذلك العمل من الناحية المعنوية عبارة عن فكرة عاطفة وإحساس، وقد جُسدت في هذا العمل الفني الاعمال الفنية ما هي إلا المظهر الخارجي أو الشكل الذي يمكن من خلاله التعرف على تلك الأحاسيس والعواطف. في هذا البحث محاولة لتفسير احد اعمال كاندنسكي في( التكوينة الثامنة) والوصول إلى المعنى الجميل وتذوقه و حقيقته الروحية المنزهة عن المادية لتحقيق جمال تام وكامل وذلك من خلال وضعية اللون والشكل يعبرعن طريق مشاعرومضمون داخلي . ان الشكل الهندسي او الأشكال المجردة التي وجد فيها كاندنسكي قوة إيحائية تعبّر عن الجوهر والمضمون الكامنين خلف الظواهر ومن ثمة ليس الفن في حاجة إلى محاكاة ظواهر الأشياء، وذلك لأن القيم الجمالية الحقيقة لا يمكن أن توجد في الأشكال والأشياء الواقعية والمرئية فقط بل يجب البحث عنها في الشكل المتجرد المختزل الهندسي اوالأشكال اللامرئية مع رمزية اللون وكان ذلك في احد اعمال كاندنسكي في التكوينة الثامنة.