ملخص
لمحتوى المناهج الدراسية أهمية فبما يقوم به المعلمون أثناء التدريس من خلال استخدامهم الأساليب التدريسية المتنوعة وإكساب وتنمية القيم الايجابية للتلاميذ وبالأخص القيم الاجتماعية التي تستحق الاهتمام والدراسة والبحث نظرا لأهميتها، وخصوصا لتلاميذ الشق الأول من مرحلة التعليم الأساسي، والدور الذي تلعبه التربية البدنية في تنمية هذه القيم، لأن هذه المرحلة تعد من أهم مراحل النمو وأكثرها تأثيرا في حياة التلميذ، ففيها يتم النمو الجسمي والعقلي والانفعالي والخلقي والاجتماعي، وتؤثر تأثيرا عميقا في حياة التلميذ المستقبلية بينه وبين التلاميذ والجماعات والثقافات، علما بأن الطفل في هذه المرحلة العمرية يكون سهل التشكيل.وإن دراسة التربية البدنية ظلت لسنوات طويلة ولا تزال تهتم بالجانب الحركي سواء من جانب المحتوى الذي يقدم للتلاميذ أو من خلال أساليب التدريب التي يستخدمها معلموها، وكان من نتيجة ذلك ظهور اتجاهات جديدة تدعو إلى التركيز على الجانب الوجداني بكل ما يشمله من قيم واتجاهات، حيث يكون دور التربية البدنية المدرسية وتدريسها أوسع وأشمل من مجرد الاهتمام بالجانب الحركي، ومع ذلك فلا يزال التوازن مفقودا بين الجوانب الحركية و المعرفية والوجدانية. وقد لاحظ الدارس أن بعض القيم الاجتماعية التي تتناسب مع تلاميذ الشق الأول من مرحلة التعليم الأساسي لم تذكر أو يحتويها الجانب العملي أثناء درس التربية البدنية من قبل المعلم مما يترتب عليه فقدان التلميذ اكتساب تلك القيم.وبعد اطلاع الدارس على محتوى منهج التربية البدنية لتلاميذ الشق الأول من مرحلة التعليم الأساسي وجد أنه يخلو تماما من هذه القيم الاجتماعية واكتفى بذكر قيمة واحدة وهي التعاون إضافة إلى الثقة بالنفس وبالرغم من ذكرهما في المحتوى إلا أنهما لا يعتمد عليهما أثناء حصة التربية البدنية.