ملخص
ﻟﻘﺩ ﺯﺍﺩ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﻤﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺜﺎﺭﻭﺫﻟﻙ ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﻪ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﻓﻨﻴﺔ، ﻓﻀﻼﹰ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻜﺎﺌﺯ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺩﺨل ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻟﻌﺩﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭل، ﻭﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻤﺎ ﺘﺯﺨﺭ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺜﺭﻭﺍﺕ ﻫﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺯﺍل ﺨﺎﺭﺝ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺎﺕ، ﻤﻤﺎ ﺃﻋﻁﻰ ﻓﺭﺼﺔ ﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻤﻥ ﺃﺨﻁﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺨﺭﻴﺒﻴﺔ ﺘﺤﺕ ﻤﺴﻤﻰ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﻡ. ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻟﺒﺩﺓ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﺃﺤﺩﻯ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﺸﻔﻊ ﻟﻬﺎ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺘﺘﺼﺩﺭ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺙ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺃﻥ ﺘﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺼﺭﻭﺤﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﺸﻭﻴﻬﻬﺎ ﻭﻁﻤﺱ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻟﻤﻬﺎ .ﻭﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺙ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﺘﺒﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻤﻨﺤﻪ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺩﺍﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻠﺨﻴﺹ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﺭﺠﻭﺓ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﻡ. ﻴﻬﺩﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺙ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻷﺜﺭﻱ ﻭﺴﺒل ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺩﺜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺸﻭﻴﻪ ﻭﺫﻟﻙ ﻀﻤﻥ ﺃﺴﺱ ﺭﺍﺴﺨﺔ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﻟﻠﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻭﺘﻘﻴﻴﻡ ﺘﺠﺎﺭﺏ ﺘﺭﻤﻴﻤﻴﺔ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻟﺒﺩﺓ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﺘﻤﺕ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺭﻤﻴﻤﻴﺔ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭﻫﻤﺎ "ﻗﻭﺱ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻟﺴﺒﺘﻴﻤﻭﺱ ﺴﻴﻔﻴﺭﻴﻭﺱ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻷﻏﺴﻁﻲ "ﻜﻤﺜﺎل ﺠﻴﺩ ﻭﺁﺨﺭ ﺴﻴﺊ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻤﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﻠﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻭﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ، ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺩﻱ ﻨﺠﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺨﻁﺎﺀ ﻭﺘﻌﺩﻴﺎﺕ ﻟﺘﻼﻓﻴﻬﺎ ﻤﺴﺘﻘﺒﻼﹰ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻴﺘﺒﻨﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﻡ ﻜﻤﻨﻬﺞ ﻀﻤﻥ ﺃﺴﺱ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻓﻨﻴﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ، ﻭﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺴﺭﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﻡ، ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻭﻗﻔﺎﺕ ﻤﻊ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤﺤﻁﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻭﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤﺤﺩﺩﺍﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻨﻌﻜﺎﺱ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﻤﻴﺔ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺭﻤﻡ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻻ ﻴﻌﻠﻤﻨﺎ ﻜﻴﻑ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﻡ، ﻭﻟﻜﻥ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻭﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﻡ ﻓﻭﻓﻕ ﺃﻱ ﺸﺭﻭﻁ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﺎﻴل .ﻭﺘﺨﺘﺘﻡ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﻨﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺕ ﻭﻓﻘﺎﹰ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﺒﺎﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻭﺍﻟﻔﺸل ﺍﻟﺫﺭﻴﻊ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺕ ﺒﺸﻜل ﻏﻴﺭ ﻋﻠﻤﻲ ﻭﻻ ﻤﺩﺭﻭﺱ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﺤﻭل ﺍﻟﻤﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﻭﺨﺎﹰ ﻓﺎﻗﺩﺓ ﻟﻁﺎﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻷﺼﻠﻲ، ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﻀﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﺎﺅﻻﺘﻬﺎ ﻭﻴﺨﺘﺘﻡ ﺒﺎﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ