أشهر علماء الأندلس الذين كانت لهم رحلة إلى المشرق الإسلامي في القرنين (3 ـ 4 هـ / 9 ـ 10 م)

تاريخ النشر

2007

نوع المقالة

رسالة ماجستير

عنوان الرسالة

كلية الآداب - جامغة طرابلس

المؤلفـ(ون)

علي عبد السلام سعد كعوان

ملخص

والآن. . وبعد أن بلغ البحث تمامه في حدود المستطاع، وأشرفت صفحاته على غايتها، في هذه اللحظات التي أضع فيها اللمسات الأخيرة بين سطوره، أشعر بأنني أفرغ من صحبة عزيزة مباركة، تتمثل في هذا الحشد الكبير من أعلام التاريخ الإسلامي، الذين اختاروا الأندلس مكاناً لغرس قيمهم ومبادئهم، ومع أنني أودعهم على أمل اللقاء بهم في مكان آخر، فإنني لا أشك لحظة في تعلقي بهم بعد أن عشت معهم ومع أعمالهم وأفكارهم ومواقفهم مدة. ولعلي أستأذنهم بأن أسأل نفسي سؤالاً: هل أوفيتهم حقهم من الدراسة، بالرصد والحصر لكل ما تركوه لنا؟ أم لا. بالقطع لا. . فكل ما قدمته في هذه الصفحات لا يعدو أن يكون مجرد إشارة لهذه الأعمال الوفيرة، وتلك الابتكارات الغزيرة، فهي مجرد مفاتيح إلى شخصياتهم، بها يستطيع القارئ أن يدرك ما قد فاته، وليجده بدون عناء ولا مشقة، وهي مجرد إيمائة متواضعة، لأنني لو أردت البحث في شخصية كل واحد منهم وتأثيره في زمانه ومكانه لاستغرق الاهتمام أكثر من ذلك بكثير. لهذا ولغيره من الأسباب أستطيع القول بأن هذا الجهد قد أوصلني إلى جملة من النتائج، وهي على النحو التالي: إنه رغم ما كان بين قطبي الدولة العربية الإسلامية من خلافات سياسية إلاّ أن التواصل بين فئات المجتمع في الأندلس والمشرق الإسلامي ظل قائما، وكان رواده طبقة العلماء والفقهاء التي كانت تعيش حياة طبيعية هادئة، وكانت تسعى إلى مد حبل التواصل بين أفرادها الذي لم ينقطع، بل كان دائم القوة والصلابة، لهذا لم تغب الأندلس عن ساحة الحضارة الإسلامية و نموها وازدهارها، بل كانت تسير مع هذا التطور وهذا النمو سير أخ مجانب لأخيه، حيث انتقلت بواسطة هؤلاء العلماء والفقهاء الأندلسيين معظم علوم المشرق العربي الإسلامي إلى الأندلس، الدينية منها والأدبية والعقلية، وكانت هذه العلوم بمثابة المصباح الذي أنار طريق المعرفة للأندلسيين، فوضعت القوانين التي تنظم الحياة العلمية بالأندلس، كقوانين التعليم ومناهجه، ومواده، وأماكنه، ومراحله، والقوانين التي تنظم شؤون الدولة من دواوين وغيرها، وكانت من أرقي القوانين التي عُرفت آنذاك. وبهذه القوانين والابتكارات العلمية التي ابتكرها العلماء المسلمين في الأندلس، صارت بلادهم قبلة طلاب العلم، فرحل إليها الطلاب والعلماء من المشرق والغرب الأوربي، و أصبحت علوم ومعارف الأندلس مصادر ينهل منها المشرق الإسلامي بعد أن كان هو منبعها. والشواهد التاريخية كثيرة على ذلك. وختاماً أقول إن هذه النتائج التي توصلت إلى معرفتها ما هي إلاَّ قليل من كثير، بالنظر إلى ما حققه أولئك العلماء من إنجازات حضارية في مختلف مناحي الحياة الأخرى، فإن كنت قد أخطأت في التعبير عنها فلي أجر من اجتهد، وإن كنت قد أصبت فلي أجر من اجتهد وأصاب.