نظريات تربية الطفل في الإسلام وعند الغرب دراسة تحليلية نقدية مقارنة لآراء كل من: (ابن سينا- ابن خلدون- جان جاك روسو- ماريا منتسوري)

تاريخ النشر

2010

نوع المقالة

رسالة ماجستير

عنوان الرسالة

كلية الآداب - جامغة طرابلس

المؤلفـ(ون)

سالمين ابوبكر سليمان الحاسى

ملخص

إن أي امة من الأمم تسعى دوماً إلى التغيير نحو الأفضل وهى ترنو من خلال هذا التغيير إلى تحقيق ما تتطلع إليه، لذا تعود هذه الأمة بتفكيرها إلى الوراء تبحث في ماضيها وتراثها لتتعرف من خلاله على عوامل نهضتها وأسباب يقظتها وتقدمها وتستخلص منه ما يمكن أن يفيدها في حاضرها ويحقق لها في المستقبل الرقى والتقدم فبدون أن تعي الشعوب ماضيها لا يمكن أن تفهم حاضرها. إن التربية هي عماد أي مجتمع وسبب تقدمه فالتربية هي العملية التي يتم فيها تنمية أفراد المجتمع وإعدادهم أعداداً جيداً ليكونوا قادرين على تحمل مسؤولية أنفسهم ومسؤولية مجتمعهم وتحقيق ما هو أفضل. ومن هنا كانت التربية بصفة عامة وتربية الطفل بصفة خاصة هو موضوع اهتمام علماء التربية. ولاشك أن تربية الطفل والعناية به عقلياً ونفسياً وجسدياً من المواضيع التي اهتم بها العلماء والمربون على مختلف العصور، ولعل هؤلاء المفكرين الأربعة الذين ضمتهم هذه الدراسة كانوا من بين أولئك الذين أفاضوا في الحديث عن العناية بالطفل في مراحل نموه المختلفة، بداية بسنوات الطفولة الأولى حتى سن الرشد، وقد سبقوا بما قدموه من آراء تخص تربية الطفل الآراء التربوية الحديثة لذا جاء التركيز في هذه الدراسة للتعرف على أهم الشخصيات التربوية التي ساهمت في بناء صرح من صروح التربية. لقد كان المربون المسلمون أمثال ابن سينا وابن خلدون والمربون الغربيون أمثال جان جاك روسو وماريا منتسورى، من ضمن الرواد الأوائل الذين كرسوّا جهودهم ووقتهم في الاهتمام بدراسة الطفل وتنشئة التنشئة الصحيحة الصالحة، فكان اهتمامهم منصباً على الطفل ابتداء من مراحله الأولى وقد شمل هذا الاهتمام رعاية أخلاق الطفل من أي مؤثرات خارجية، إلا أن اهتمامهم بالتربية الخلقية لم يقلل من اهتمامهم وعنايتهم بالتربية العقلية والنفسية والجسمية أو العلمية والعملية، إلى جانب اهتمامهم بتلقي الطفل كافة أنواع المعارف التي يمكن أن يستفيد منها في حياته اليومية والمستقبلية. ومن خلال النظريات التربوية التي جاء بها هؤلاء المربون يتضح أن الأطفال يتعلمون ضمن استعداداتهم وحسب قدراتهم وميولهم، إذا ما تم توفير بيئة تربوية صالحة لهم، كما تبرز هذه الآراء والأفكار أهمية تعليم الطفل منذ سنواته الأولى ومدى أهمية هذه السنوات في تكوين شخصية الطفل وأثرها البالغ في نموه وتطوير مواهبه وقدراته، وقد تنبه المربون الأوائل إلى أهمية هذه السنوات في حياة الطفل وبتنشئته تنشئة صالحة وإكسابه الصفات والعادات الحسنة، وجاءت الدراسات الحديثة لتؤكد على أهمية هذه السنوات الأولى في حياة الطفل وفى بناء مستقبله. وفى كل الأحوال فإن هؤلاء المربين وإن اختلفت عصورهم ودياناتهم إلا أن هدفهم وغرضهم الأول من التربية كان مشتركاً وهو تحقيق سعادة ومصلحة الطفل من جميع الجوانب، لذا جاءت هذه الدراسة لمحاولة إلقاء الضوء على أهم الشخصيات التربوية الإسلامية والغربية التي ادخرت وكرست كافة جهدها للاهتمام بتربية الطفل وبكافة الأمور التي تعنيه على وجه الخصوص فقدمت بذلك الكثير للتربية. ولاشك أن لهذه الدراسة أهميتها لما احتواته من أبعاد مختلفة تم تناولها بشرح وتحليل بعض المبادئ والأفكار التي قدمها هؤلاء العلماء تخص التربية، وتعد هذه الدراسة محاولة للربط بين شخصيات تربوية كانت ولازلت لها مكانتها ووزنها في مجال التربية والتعليم وان تباعدت الأزمنة بينها لمعرفة مدى التغير والتطور في الفكر التربوي عبر الزمن. وقد استخدمت الباحثة في هذه الدراسة المنهج التاريخي لمعرفة مراحل تربية الطفل عند المربين المسلمين والمربين الغربيين، وكذلك المنهج الوصفي لوصف وتحليل أهم الآراء التي جاء بها هؤلاء المربون، إضافة إلى المنهج المقارن وذلك لمعرفة أهم أوجه التشابه والاختلاف والتأثير والتأثر بين أهم ما قدمه هؤلاء المربين من أراء تربوية تخص الطفل وقد اكتفت الباحثة في بعض أرجاء هذه الدراسة بتوجيه بعض الانتقادات بقدر ما توصل إليه تحليلها، وإن لم تكتف بذلك حيث قامت بعرض الانتقادات التي تعرض لها هؤلاء المفكرون من جانب الآخرين في أوسع نطاق وعلى سبيل الاستشهاد، وذلك لتأييد ما يتمشى من هذه الآراء مع مبادئ التربية الإسلامية وما يتفق مع التربية المعاصرة، واستبعاد ما يخالفها من هذه الآراء والأفكار التربوية التي جاء بها هؤلاء المفكرون. شملت هذه الدراسة خمسة فصول كانت محتوياتها على النحو التالي: حيث تضمن الفصل الأول، الإطار النظري للدراسة، والذي احتوى على مقدمة الدراسة ومشكلتها وأهميتها، إلى جانب أهداف هذه الدراسة ومبرراتها، وكذلك المنهج التي انتهجته الباحثة في هذه الدراسة ومصادر الدراسة، إضافة إلى مصطلحات الدراسة إلى جانب عرض الدراسات السابقة أما في الفصل الثاني فقد تناولت الباحثة سيرة حياة هؤلاء المربون وعصورهم وأهم من قام بتعليمهم، كذلك الجوانب التي اهتم بها كل واحد منهم إلى جانب ما تركوه من مؤلفات هامة لازالت موضع اهتمام التربويين إلى يومنا هذا، وانتهى هذا الفصل بتعقيب موجز لهذه الشخصيات التربوية. بينما احتوى الفصل الثالث على أهم الآراء والأفكار التربوية التي جاء بها المربون المسلمون(ابن سينا وابن خلدون) والتي تمثلت في التربية الخلقية، وأهمية اللعب عند الطفل، كذلك تعلم العلوم والمهن والصناعات المختلفة، إلى جانب أساليب التعليم المتنوعة التي أكد عليها كل من ابن سينا وابن خلدون والصفات التي يجب أن تتوفر في المعلم، وأخيراً أسلوب الثواب والعقاب والإجراء الذي يتم اتخاذه بخصوص ذلك، وقد وضعت الباحثة في نهاية هذا الفصل تعقيب على هذه الآراء التربوية والتعليمية. وفى الفصل الرابع تم تناول أهم الآراء والأفكار التربوية للمربين الغربيين (جان جاك روسو، وماريا منتسورى) وقد تضمنت هذه الآراء، التربية الخلقية وأهمية اللعب عند الطفل، كذلك تعلم العلوم والمهن والصناعات المختلفة، إلى جانب أساليب التعليم المتنوعة التي أكد عليها كل من جان جاك روسو وماريا منتسورى والصفات التي يجب أن تتوفر في المعلّم وأخيراً أسلوب الثواب والعقاب والإجراء الذي يتم اتخاذه بخصوص ذلك وقد وضعت الباحثة في نهاية هذا الفصل تعقيب على هذه الآراء التربوية والتعليمية. وفى الفصل الخامس قامت الباحثة بالمقارنة لبيان أوجه التشابه والاختلاف بين آراء وأفكار ابن سينا وابن خلدون ومدى التأثير والتأثر بينهما من جهة، وما تميز به كل من جان جاك روسو ومنتسورى ومدى التأثير والتأثر بينهما من جهة أخرى، وأخيراً توضيح أوجه التشابه والاختلاف بين هؤلاء المربين الأربعة وذلك بغية التعرف على مدى التأثير والتأثر بين آرائهم جميعاً وفى نهاية هذا الفصل وضعت الباحثة تعقيب لهذه المقارنة. اضافةً الى ملخص الدراسة والنتائج التي أمكن التوصل إليها، إلى جانب مجموعة التوصيات التي توصى بها الباحثة، وفي النهاية أوردت الباحثة قائمة من المراجع التي استخدمتها واعتمدت عليها في هذه الدراسة سواء من المصادر الأصلية أو المراجع الفرعية. ولا أظن أنني بهذه الرسالة قد أتيت على كل ما أورده هؤلاء المربين من آراء ونظريات تخص تربية الطفل، لكنني حاولت بقدر الإمكان والجهد أن أجمع أهم هذه الآراء التي تميز بها المربون المسلمون والغربيون والتي ضمتها واتفقت عليها أغلب الكتب.