الشوكاني وآراؤه الفقهية من خلال تفسيره فتح القدير

تاريخ النشر

2008

نوع المقالة

رسالة دكتوراة

عنوان الاطروحة

كلية الآداب - جامغة طرابلس

المؤلفـ(ون)

ناصر سالم الختالي

ملخص

كشفت الدراسة أن الإمام الشوكاني عالم متمكن في الفقه المقارن، وله آراء مستقلة في بعض المسائل تبرز شخصيته وتظهر تميزه في الفقه. يُعدّ الشوكاني من أعلام المسلمين المجددين، ويرجع ذلك إلى علوّ كعبه في العلوم على اختلاف أنواعها، وأصنافها، وإلى كثرة التلاميذ المحققين الذين يحيطون به ويسجلون كلامه ويتناقلون كتبه، وأفكاره، وكثرة مؤلفاته في مختلف العلوم والفنون. أن أهم ما يميز تفسير الشوكاني، الجمع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ؛ إذ يعتبر هذا التفسير أصلاً من أصول التفسير، ومرجعاً مهماً من مراجعه ؛ لأنه أجاد في باب الدراية وتوسع في باب الرواية . حثّ الشوكاني على تطهير العقيدة الإسلامية ممّا فعله غلاة الزيدية وما دعا إليه الصوفية في جنوحهم، وشططهم، وبعدهم عن الحق، والمنهج النبوي البيّن . نادى الشوكاني باتباع السلف الصالح من الصحابة – رضي الله عنهم – والتابعين في العقيدة الصحيحة السليمة البعيدة عن طرق المتكلمين القائمة على الأصول الظنية، والبعيدة عن الفطرة، والقائمة على مجرد الرأي . دعا الشوكاني إلى الاجتهاد، وتحرير الفكر من ربقة التقليد الأعمى، كما أنه لم يلتزم بمذهب فقهي معين، أو بمدرسة نحوية، أو لغوية معينة، بل تمسك بالاجتهاد المطلق في الفقه، وأخذ الدليل من حيث وجده، من خلال فهمه الصحيح للكتاب والسنة، وإن كان قد نشأ على المذهب الزيدي الذي كان سائداً في اليمن إبان عصره. اعتمد الشوكاني في مصادره على نقوله الكثيرة من تفاسير المحدّثين واللغويين، وكتب أحكام القرآن، وتبرز مكانة المؤلف بالإضافة إلى تنوع مصادره في، تبحره في كثير من فنون العلم والمعرفة الواجب توافرها في كل مفسر، وهذا ما جعله مفسراً متحرراً، لم يقلد أحداً بل كان يرجح قولاً على قول، وينتقد ما لا يرضيه، ويقرّ ما يراه مناسباً. اعتمد الشوكاني على تفسير كل من الزمخشري وأبي حيان والقرطبي، في الناحية اللّغوية والبلاغية، وعلى ابن جرير، وابن كثير، والسيوطي في مجال الآثار أكثر من غيرهم . واعتمد الشوكاني في تفسيره على السنة النبوية الصحيحة، وأقوال الصحابة، والتابعين، وعلى اللغة العربية، كما يلاحظ في مجال الآثار تقديمه الصحيحين على غيرهما من دواوين السنة. تعرض الشوكاني في تفسيره للعديد من القضايا المختلفة، حيث كانت له استطرادات، ووقفات واجتهادات تبيّن رأيه في هذه القضايا. أنكر الشوكاني وجود المناسبة بين الآيات، كما أنكر وجودها بين السور، ودافع عن رأيه بكل ما أوتي من أدلة، مخالفاً بذلك العديد من آراء العلماء. سار الشوكاني في مسألة نسخ القرآن على ما ذهب إليه أئمة السلف الصالح، من أن النسخ ثابت وموجود في القرآن الكريم، وندد بالمنكرين لذلك. وقف الشوكاني في مسألة خلق القرآن موقف اتزان واعتدال، حيث لم يرضه موقف المعتزلة، ولا موقف أهل السنة، بل دعا إلى نبذ الخلاف حولها، وإرجاع العلم فيها إلى الله سبحانه وتعالى. سار الشوكاني على منهج السلف في تفسير الآيات المتشابهة. أن تفسير الشوكاني من أخصر التفاسير وأحسنها، نظراً لما حواه من آلاف الأحاديث والآثار وشواهد اللغة، والأحكام الفقهية، والاستنباطات، وغير ذلك، مع حسن في التنسيق وجمال في الترتيب . أن لدى الشوكاني ما يربو على (189) كتاباً مخطوطاً، تمثل تراثاً علمياً هائلاً، يحتاج إلى التحقيق حتى يخرج إلى النور ويساهم في إثراء المكتبة العربية والإسلامية. يعدّ المذهب الزيدي أقرب المذاهب الشيعية إلى مذهب أهل السنة. وقد انتهيت من إعداد هذه الأطروحة فإني لا أعتبر الجهد الذي بذلته والتعب المتواصل الذي تحملته في إعدادها، إلا شيئاً يسيراً في حق الشريعة الإسلامية وعلوم التفسير والفقه الإسلامي.