المغني بين الدماميني والشمني دراسة تحليلية لاعتراضات الشمني على الدماميني في شرح المغني

تاريخ النشر

2009

نوع المقالة

رسالة دكتوراة

عنوان الاطروحة

كلية الآداب - جامغة طرابلس

المؤلفـ(ون)

علي سالم جمعة شخطور

ملخص

الحمد لله رب العالمين، الهادي إلى طريق الخير والفلاح، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة خير الخلق أجمعين، وبعد: فقد وفقني الحق تبارك وتعالى في إتمام هذا البحث، ودرست فيه جزءا من اعتراضات الشمني على الدماميني، وتتبعت دليل كل منهما، وسعيت قدر استطاعتي إلى أن أوفي الموضوع حقه، وأصل به إلى ما أستطيع من غاية؛ لأدون أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال مسيرتي مع هذا البحث، وهاأنا أسجل أبرزها اقتداء بسنة السلف: أن كتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري عظيم القدر، كثير النفع، نال شهرة واسعة من بين كتب النحو. أن البدر الدماميني عاش حياة حافلة بالعطاء، والنشاط العلمي المثمر، في كل بلاد حلّ فيها، لا سيما بلاد الهند، التي صعد فيها نجمه. سعة أفق العلامة الشمني الذي كان يجمع بين مختلف العلوم، وذبّه عن ابن هشام والانتصار له في كثير من القضايا. اعتماد العلماء الثلاثة على المسموع من كلام العرب، والاستشهاد بفصيح الكلام والحديث النبوي ما أمكن ذلك. أن لشرح الدماميني وحاشية الشمني مكانة سامية بين الشروح والحواشي. حرص كل من الدماميني والشمني على بقاء نص المغني سليما وذلك بالاعتماد على أكثر من نسخة. أن دراسة الاعتراضات النحوية تعد سجلا حافلا لكثير من آراء النحاة وأقوالهم، بل كان من ورائها الآراء الصائبة والتوجيهات السديدة. أن الدماميني ذو شخصية متميزة، لم يبهره تفوق المصنف، المنعوت بشيخ النحو في عصره، بل تعقبه في كثير من المواضع، ورد قوله بتعبيرات تدل على خلقه، واحترامه وتقديره لابن هشام. أهمية الوقوف على اعتراضات النحاة والانفكاك عنها. أن الاعتراضات النحوية وسيلة لفهم نصوص العلماء، ومرجع مهم تستقل بخصائص معينة لا يفهما إلا من خاض غمارها. أن بعض الاعتراضات يوحي ظاهرها بالقوة ولكن عند التحقيق ضعيف يسهل إسقاطه. أن بعض الاعتراضات تتسم بالقوة، نظرا لاعتمادها على أدلة قوية يصعب نقضها. أن الاعتراض على القراءات ضعيف؛ لاشتهار القراء بالثقة عند العلماء. أن هذه الدراسة قد فتحت أمامي آفاقا واسعة في فهم الاعتراض النحوي وردود العلماء. أن القواعد النحوية بدأت مع نشأة النحو، واكتملت في كتاب سيبويه، وأن الذين جاءو بعده كانوا موضحين شارحين. أن الاعتراضات النحوية ما هي إلا تفسير للقواعد النحوية، والخروج بها من الواقع النظري إلى العملي، حيث يبرز الدليل وقوته. أن الشارح الدماميني والمحشي الشمني، لم ينتميا إلى مدرسة معينة وإنما يدوران حيث يدور الدليل، فكثيرا ما وافق المحشي رأيُه رأيَ الدماميني. أن الاعتراض النحوي يخرج آراء جديدة لعلماء قد يكونوا مغمورين، فتتضح آراؤهم النحوية، وتفتح آفاقا جديدة للباحثين. أن للاعتراضات النحوية دورا بارزا في إظهار الاتجاهات النحوية، وتعبير كل اعتراض عن وجهة نظر صاحبه. أن للاعتراض النحوي دورا بارزا في الرجوع إلى قواعد اللغة الأصلية. أهمية الحواشي النحوية في تفسير ما يكتنف بعض الشروح من غموض كحاشية الشمني، والدسوقي، والأمير، وغيرها. أن للاعتراض النحوي دورا مهما في ربط السلف بالخلف، من خلال دراسة الآراء النحوية. أن الاعتراض النحوي يربط جل العلـوم ببعضها كالبـلاغة والمـنطقوالعروض وعلم الجدل والأصول. رأيت النحويين يجمعون على الاستشهاد بالقرآن الكريم، وقراءاته المختلفة، ويثبتون أحكامهم النحوية على الشائع الكثير من كلام العرب. أن الاعتراض النحوي قد يقوم على قواعد يقول بها جمهور النحويين أو أحد المذهبين الكبيرين، وقد يقوم على الاجتهادات الشخصية. رأيت أن المنهج الأمثل هو منهج ابن هشام، حيث استفاد منه المفسر واللغوي، فهو يعد مرجعاً شاملاً للآراء المفسرين وتقويمها. من خلال تتبعي للاعتراضات النحوية في حاشية الشمني رأيت أن ابن هشام استفاد من كتاب الكشاف استفادة ظاهرة، ولم ينقل عن أحد من المفسرين كما نقل عن الزمخشري، وأنه يقف منه موقف الرضا والقبول، فيأخذ من أقواله ويرد، وهذا يدل على مكانة التفسير وعظم تأثيره. وفي الختام لا أزعم أنني قد بلغت التمام والكمال، ولكن حسبي أنني حاولت أن أشد جياد الحزم، وأمد ركاب العزم، مقدما رجلا ومؤخرا أخرى؛ لعلمي أن الباع قصير، والمتاع يسير، وأقول لمن يطالع هذا البحث أن ينسب ما فيه من صواب إلى رب العباد، وما فيه من خطئ إلى طالب علم مبتدئ، وفق الله الجميع لما فيه الخير والفلاح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.