العلاقة بين علم العروض وعلم الصرف دراسة تحليلية تطبيقية وصفية

تاريخ النشر

2011

نوع المقالة

رسالة ماجستير

عنوان الرسالة

كلية الآداب - جامغة طرابلس

المؤلفـ(ون)

علي أحمد علي الشارف

ملخص

إننا نعلم أن العرب في جاهليتهم كانوا أهل سليقة سليمة، ولغة نقية ؛ إلا أنهم خالطوا الأعاجم، وما صاحب انتشار رقعة الإسلام، ودخول غير العرب في الإسلام، وما نتج من المخالطة، الأمر الذي أدى إلى فشو اللحن. والخطأ الذي كان بدء فتح بوابة اندثارها – الناشئ عن مخالطة الأعاجم – "إلا أنه من الأمور المسلّم بها وجود جـهد خارق وعظيم بذله العرب مـن أجل خدمة لغتهم، والحرص عليها، والاعتزاز بها، دافعين إلى دراستها دراسة شمولية، تبغي في المقام الأول : - صون كتاب الله العزيز من شبهة التحريف" ومن ثم حفظ اللغة التي بها ينسج الشعر الذي يعد ديوانهم، وسجل تاريخهم، ومفسر بعض آي القرآن الكريم. والعلم الذي يحكم دراسة اللغة يسمى بعلم اللغة من كافة اتجاهاتها، فيدرسها منطوقة ومسموعة ومكتوبة. على أن العرب كانت على دراية في جاهليتها – وقبل تقعيد اللغة في قواعد – بأصول وقواعد اللغة، وأنها كانت "لغة فصحى" بما تعنيه الكلمة من معنى ممن كان يتقنها من البدو، الذين جُعِلُوا هم أهل المتكلمين بها، فمنهم أُخِذَت أولاً ولا أحد غيرهم. "فالعربية الفصحى عندهم – أي العلماء - هي لغة البدو، فالعربي البدوي هو الحكم الفصل في العربية الصحيحة، وهو لا يخطئ في التحدث بها عندهم، ولا يطاوعه لسانه – إن أراد – على الخطأ". فبظهور الخطأ واللحن - وهذه الأمراض في اللغة – عمدوا إلى وضع قواعد يسيرون بها الكلام، ويقعدون بها الضبط، لحفظ اللغة من الخطأ. وقصدت بهذا البحث أن يكون مدخلا إلى التعريف بكلا العلمين – العروض والصرف -، وبيان أوجه التباين والترابط بينهما، والنظر إلى قيمة اللغة في ضوء ممارسة الالتقاء والافتراق بين الوسيلة والهدف لكل من العلمين، وذلك يتضمن بيان أهمية موضوع البحث في معرفة صلة كلا العلمين ببعضهما من حيث التعرف على بدايات نشأتهما والتعريف بعلماء كل علم ومؤلفاتهم، ثم معرفة علاقة التأثير والتأثر بين العلمين، وتصنيف العلماء فيهما بتقعيدهم لأصول وقواعد كل علم على حده، وأثرهما الكبير في المحافظة على اللغة شعرا ونثرا من حيث البناء والوزن، استنادا إلى أن اللغة تخضع لقواعد أساسها الفطرة التي جبل عليها المتكلمون بالعربية، الامر الذي يساعد على استقامة النطق باللغة. كان ذلك من دواعي اختياري لهذا العنوان للبحث فيه، من معرفة للباعث الحقيقي وراء تقعيد علمي العروض والصرف، وعقد مقارنة بين المقاطع العروضية والتفاعيل الصرفية، إضافة إلى المشاركة في إحياء ما تركه الأقدمون من آثار ما تزال حتى الآن حبيسة الأرفف في دور الكتب لم تر النور بعد. ليس أدل على ذلك إلا افتقار الكتبة العربية إلى الكتب التي تحتضن مثل هذا العنوان، إلا ما وجد متناثرا هنا وهناك بين مقالة بسيطة أو استطراد على موضوع آخر جلبه سياق المقال، فمن هذه الكتب : ( البارع في علم العروض) لابن القطاع، ( العقد الفريد ) لابن عبد ربه الأندلسي، (الخصائص ) لابن جني، ( الصاحبي ) لأبي الحسين احمد بن فارس بن زكريا، (شجرة القمر- الأعمال الكاملة ) لنازك الملائكة، ( الرؤية الجديدة لموسيقى الشعر العربي قديمه وحديثه فصيحه وشعبيه) د: صالح عبد ربه أبو نهار، ( العروض العربي ومحاولات التطوير والتجديد فيه ) د: فوزي سعد عيسى، ( أوزان الألحان بلغة العروض وتوائم من القريض )، ( المدخل إلى علم النحو والصرف ) د: عبد العزيز عتيق، ( المقطع الصوتي، ضوء تراثنا اللغوي ) د: عبد المنعم عبد الله محمد، ( الظواهر اللغوية في أدب الكاتب – رسالة ماجستير ) د: مجدي إبراهيم محمد إبراهيم، (مجلة كلية الآداب، جامعة الفاتح) د: عبد النبي اقدير، ( مجلة كلية الآداب، جامعة الإسكندرية ) د: سعد مصلوح. هذا من باب العد لا الحصر، وهي من جملة ما تم الاستعانة به لإنجاز هذا البحث. وقد بدأت هذه الدراسة بمقدمة وتمهيد، مقسما البحث إلى فصول ثلاثة، تحت كل فصل يندرج مبحثان تليها خاتمة، وفق الآتي: الفصل الأول، ومبحثاه هما : الأول: العروض والصرف، الأسس والفائدة. الثاني: تباين مفهوم علمي العروض والصرف عن غيرهما من العلوم. الفصل الثاني، ومبحثاه هما: الأول: بين النشأة والتطور لعلمي العروض والصرف، وأسبابهما، وعلماؤهما الثاني: دور المقطع والنبر في علمي العروض والصرف. الفصل الثالث، ومبحثاه هما: الأول: تأثير العلمين– العروض والصرف – في المعاني والألفاظ والأساليب الثاني: الالتقاء والافتراق بين علمي العروض والصرف. وختم البحث بخاتمة تضمنت نتائج تم التوصل إليها من خلال النظر في المادة التي احتواها البحث. هذه هي الهيكلية العامة لهذا البحث الذي أرجو من الله أن يكون قد حوى إضافة ولو متواضعة للدراسة العروضية والصرفية، وان يساهم ولو بقدر يسير في تنمية دراسة اللغة العربية وتطورها.