تغير أنماط مشكلات الشباب في المجتمع الليبي ( دراسة ميدانية في مدينة طرابلس)

تاريخ النشر

2012

نوع المقالة

رسالة ماجستير

عنوان الرسالة

كلية الآداب - جامغة طرابلس

المؤلفـ(ون)

خديجة لطفي المغربي

ملخص

يدور موضوع هذه الدراسة حول مشكلات الشباب وأنماطها، في محاولة لوصفها وتفسيرها، بالإضافة إلى مقارنتها بما كانت عليه في الماضي. وذلك لرصد ومعرفة أهم التغيرات التي طرأت عليها. وقد انصب اهتمام الباحثة على ثلاث مشكلات رئيسة هي: ( مشكلة الخلافات الأسرية، ومشكلة البطالةومشكلة وقت الفراغ ). كما هدفت هذه الدراسة أيضا إلى تسليط الضوء على أهم التغيرات التي حدثت في المجتمع الليبي وأدت إلى ظهور مشكلات جديدة، أو إلى تغير أنماط بعض المشكلات التي كانت موجودة من قبل في أوساط الشباب. و تتكون عينة الدراسة من ( 200 ) مفردة، نصفها من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 _ 30 عاما، وهم الذين أطلقت عليهم الباحثة اسم " شباب الجيل الحالي "، أما نصف العينة الآخر فقوامه من كانوا قبل ثلاثين عاما في نفس هذه المرحلة العمرية لـ " شباب الجيل الحالي "، وهم من أطلقت عليهم الباحثة في هذه الدراسة اسم " شباب الجيل السابق ". وقد تم اختيار مفردات العينة من مدينة طرابلس، وروعي فيها التنوع في الخلفيات الاجتماعية والثقافية، والمستوى الاقتصادي والتعليمي. حيث تم توزيع الاستمارات في أماكن متعددة من بينها بعض المدارس الثانوية، والجامعات، وعلى بعض موظفي وموظفات جامعة طرابلس، ووزارة التعليم وغير ذلك من الأماكن العامة التي يتردد عليها الناس من مناطق مختلفة من مدينة طرابلس، بالإضافة للاستعانة ببعض الصديقات لتوزيع جزء من الاستمارات على أقاربهن وجيرانهن. و قد استخدمت الباحثة في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي المقارن. أما الأداة التي تم عن طريقها جمع بيانات الدراسة فهي " الاستبيان ". كما استخدمت الباحثة في دراستها هذه أسلوب التحليل الكيفي، دون الرجوع إلى المعاملات الإحصائية إلا في شكلها البسيط المتعلق بالتصنيف والتكرار والنسب المئوية. وبعد القيام بتحليل البيانات تم التوصل إلى جملة من النتائج، من أهمها : - اتضح أن المشكلات الأسرية هي الأقل حدة من بين المشكلات الثلاث التي انصب عليها اهتمام الباحثة، في حين أن مشكلة البطالة كانت هي المشكلة الكأداء، والأكثر حدة من غيرها، رغم أن الباحثة أولت المشكلات الأسرية الاهتمام الأكبر سواء في الجانب النظري من الدراسة أو الميداني وذلك باعتبار أن الأسرة هي البيئة الأولى والأساسية للشاب، وباعتبارها أهم محيط يتفاعل معه وبالتالي كانت تتوقع أن تكون أكثر مشكلات الشباب حدة هي تلك التي تواجهه داخل نطاق الأسرة ولكن النتائج أظهرت عكس ذلك. ولعل هذا يدعم الموقف المتفائل لـ " أحمد الأحمر" من وضع الأسرة العربية، والذي يرى أنها تقوم في أساسها على قيم المحبة والرحمة والتعاون، رغم تفجر بعض الخلافات والانشقاقات بين أفرادها من حين لآخر ( الأحمر، 2004: 10 ) . انخفاض دخل الأسرة، وعدم كفاية المصروف الشخصي، وعدم توفر السكن اللائق، ومشكلة المركوب ووسائل النقل، بالنسبة لشباب الجيل السابق. التمييز في المعاملة بين الذكور والإناث، بالنسبة لشباب الجيل السابق. عدم القدرة على الزواج، وبالتالي تأخر سن الزواج في أوساط شباب الجيل الحالي. عدم وجود أماكن مناسبة للترفيه وقضاء وقت الفراغ فيما يفيد بالنسبة للجيلين. عدم وجود أماكن مخصصة للنساء لقضاء أوقات فراغهن . عدم ثقة الأهل في الأبناء، وإشعارهم أنهم مازالوا صغارا ولا يقوون على تحمل المسؤولية . عدم تمتع الأبناء بخصوصيتهم . عدم توفر فرص العمل، وخاصة بالنسبة لذوي التخصصات النظرية . تفشي ظاهرة الوساطة والمحسوبية فيما يتعلق بالحصول على عمل ذو مردود اقتصادي جيد. عدم تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب وفقا لقدراته وكفاءته في كثير من الحالات . عدم وجود جهة مختصة تسهل للشاب عملية الحصول على العمل المناسب، أو ترشدهم بالسبل التي تتيح لهم فرص الحصول على العمل . هذه هي أهم المشكلات التي واجهت شباب الجيل الماضي، والتي تواجه شباب الجيل الحالي من وجهة نظر أفراد عينة مجتمع هذه الدراسة. وهي متعددة ومتداخلة، وتحتاج إلى أكثر من دراسة علمية حتى يتسنى فهم أسبابها فهماً علميا سليما، والتخطيط لاستراتيجية تتيح إمكانية التصدي لها، واقتراح الحلول المناسبة التي تحد من تفاقمها .