ملخص
لقد أصبحت مادة مناهج أو أسس البحث في علم السياسة من المواد الرئيسية أو الأساسية التي تدرس في أقسام العلوم السياسية بكافة اتجاهاتها ومدارسها الفكرية، على اعتبار إن هذه المادة بالنسبة للباحث السياسي بمثابة البوصلة لربأن السفينة، الذي لا يمكنه الاستغناء عن البوصلة، لا سيما في الرحلات الطويلة الزاخرة بالمفاجآت . ولقد حظي هذا الفرع من فروع المعرفة باهتمام ملحوظ من جانب الباحثين في مجال العلوم الاجتماعية المختلفة، ويلاحظ في هذا السياق إن المكتبة العربية تزخر نسبياً بكم ملحوظ من الكتب في مجال مناهج وطرق البحث العلمي. وينقسم هذا الكتاب إلى ثمانية فصول رئيسية تغطى الجوانب النظرية والتطبيقية في مجال الدراسات السياسية والاجتماعية. إن تقسيمات هذا الكتاب تعكس –إلى حد كبير- الهدف أو الأهداف التي يسعى المؤلف إلى تحقيقها من خلال الفصول المختلفة له . فالكتاب يخاطب عموما قطاعا كبيرا من القراء، لا سيما الطلاب المبتدئين في مجال علم السياسة على وجه الخصوص، وفي بقية فروع العلوم الاجتماعية على وجه العموم، عليه فقد جاءت مادة الكتاب مختصرة من ناحية، ومتنوعة من ناحية أخرى. كما إن الكتاب يهدف إلى تقديم تقنيات البحث في مجال العلوم الاجتماعية على المستويين الكمي والكيفي، على اعتبار إن استراتيجية الجمع بين الكم والكيف تعد في الوقت الحاضر من افضل البدائل المتاحة أمام الباحث في مجال علم السياسة وبقية فروع العلوم الاجتماعية الأخرى، لا سيما وإن الظواهر السياسية تتسم بالتعقيد نظرا لأنها تعكس جوانب اقتصادية، واجتماعية، وفلسفة، وتاريخية، ونفسية، وثقافية لا يمكن تجاهلها من جانب أي باحث جاد يتوخى العلمية والموضوعية في دراسة مثل هذا النوع من الظواهر . إذن، فتقسيمات هذا الكتاب تتمشى وتحقيق الأهداف السابق الإشارة إليها، وبالتالي فإن الفصل الأول يسهب في شرح طبيعة البحث السياسي على اعتبار إن السياسة ليست علماً فقط، ولكنها مهنة، وفن، وفلسفة أيضا. فالباحث السياسي يأخذ إذن في الاعتبار طبيعة البحث في مجال علم السياسة الذي تربطه علاقات مع بقية فروع المعرفة في مجال العلوم الاجتماعية . وطالما إن الباحث السياسي لا ينطلق من فراغ في دراسته العلمية للظواهر السياسية المختلفة، فإن الفصل الثاني من هذا الكتاب يسهب بدوره –إلى حد ما- في وصف وتحليل الأطر النظرية أو الفكرية المختلفة، فالهدف –كما سبق القول- هو تقديم الباحث المبتدئ إلى كافة الأطر النظرية المتاحة في مجال علم السياسة وبقية فروع العلوم الاجتماعية الأخرى، عليه فإن الفصل الثاني من هذا الكتاب يصف ويحلل طبيعة البحث السياسي في إطار ثلاث مدارس فكرية مختلفة هي :المدرسة التقليدية، والمدرسة السلوكية، والمدرسة ألما بعدية أو التوفيقية، على اعتبار إن لكل مدرسة مداخلها، ونظرياتها، ومناهجها، وأساليب أو تقنيات بحثها المتميزة . أما الفصل الثالث من هذا الكتاب، فإنه يهدف إلى تقديم القارئ للأسس العامة للبحث السياسي، التي يتحتم على كل باحث الإلمام بها لأنها تعتبر مطلباً أساسيا لأي بحث علمي موضوعي. إن محاور الاهتمام في هذا الفصل ستنصب على مشكلة اللغة في البحث، والظواهر السياسية، والمتغيرات، وتحديد المفاهيم، والفرضيات، ومشكلة اللغة في البحث، وأنواع البحث السياسي، ومصادر البحث السياسي . وبعد إن يلم الباحث بطبيعة البحث السياسي، والأطر النظرية للبحث السياسي،* والأسس العامة للبحث السياسي، يتوقع إن يكون قادرا على تصميم البحث السياسي، عليه فإن محور التركيز سينصب في الفصل الرابع على الخطوات والمراحل التي يمر بها الباحث السياسي على وجه الخصوص، والباحث في مجال العلوم الاجتماعية على وجه العموم أثناء عملية البحث السياسي، إن عملية تصميم البحث السياسي تعكس وجود عملية مركبة أو معقدة، عليه فإنه ستتم الإشارة إلى إحدى عشرة مرحلة أو خطوة تجسد عملية تصميم البحث السياسي . وتناقش بقية فصول الكتاب عموما المراحل التي يتحتم على الباحث السياسي والاجتماعي إن يمر بها أثناء عملية تصميم البحث السياسي، عليه فإن الفصلين الخامس والسادس سيناقشان على التوالي الوسائل الميدانية (الاستبيإن، والمقابلة، والملاحظة)، والوسائل غير الميدانية (تحليل المضمون، والمكتبة، والإنترنت) لجمع البيانات. أما الفصلان السابع والثامن فسيناقشان بدورهما على التوالي تفريغ وتحليل البيانات وكتابة التقرير النهائي للبحث السياسي . arabic 51 English 0