ملخص
تتسم أدبيات البحث العلمي، والتطوير التقني بغنى ملحوظ نظرا لما لذلك من علاقة وثيقة بقوة وغني دول عالمنا المعاصر. فالتقنية بأنماطها المختلفة لا تؤثر فقط علي حاضرنا، ولكنها تشكل أيضا مستقبلنا. إن الإشكالية التي تسعى هذه الدراسة إلي وصفها وتحليلها في إطار مقارن تتجسد في إثارة التساؤل التالي: لماذا تقلل الدول العربية من أهمية البحث العلمي وتعول في نفس الوقت علي الإسراع في عملية نقل وتطوير التقنية ؟" إن محاولة الاجابه على التساؤل السابق يقودنا للحديث عن فرضية هذه الدراسة حيث يمكن تلخيص هذه الفرضية في الآتي: "إن فشل الدول العربية في تطوير التقنية الملائمة لظروفها البيئية مرجعه تدني مستوي ما يخصص من موارد مادية وبشرية لعملية البحث العلمي." وتشير الفرضية السابقة إلي أنه بينما يعتبر مستوى ما يخصص من موارد للبحث العلمي متغيرا مستقلا, يلاحظ أن تطوير التقنية الملائمة للظروف البيئية العربية تعتبر بدورها متغيرا تابعا. أما فيما يتعلق بنتائج هذه الدراسة، فإنه يمكن التأكيد علي أن الدول العربية لا تنفق بسخاء على عملية البحث العلمي، وبالتالي لم تتمكن من تطوير التقنية التي تتمشى وظروفها البيئية المحيطة، وهذا علي عكس ما هو موجود في إسرائيل مثلا. فبينما أنفقت إسرائيل مثلا 2.2% من إجمالي دخلها القومي علي البحث العلمي عام 1999، يلاحظ أن معدل إنفاق مصر لم يتجاوز 0.5% في نفس العام، وعليه يلاحظ أن إسرائيل متفوقة تقنيا على مصر وبقية الدول العربية الأخرى في مجالي البحث والتطوير معا. فلكي تواكب الدول العربية التقدم التقني العالمي، فإنه يتحتم عليها إعطاء أهمية اكبر لعملية البحث العلمي أولا، وتطوير التقنية الملائمة لظروفها ثانيا. arabic 100 English 0